Feat

Searching...

الارهاب الامريكي اعرف عدوك زبيرسلطان قدوري

مارس 23, 2012
الارهاب الامريكي  اعرف عدوك
زبيرسلطان قدوري

في بداية شهر تشرين الثاني الماضي ظهر استطلاع للرأي أجرته مفوضية الاتحاد الأوربي في خمسة عشر بلداً أوربياً، أثار عاصفة هوجاء في تل أبيب وواشنطن ضد الشعوب الأوربية والاتحاد الأوربي، بسبب إبداء الأكثرية الأوربية لرأي عبرت فيه عن قناعتها حين اُستطلعت عن الدول التي تشكل اليوم تهد
يداً حقيقياً للسلام العالمي، فقالت الأغلبية: (إن الكيان الصهيوني يحتل المرتبة الأولى بتهديده للسلام العالمي، وإن الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المرتبة الثانية)
فانتفضت الإدارة الأمريكية مهددة مع الكيان الصهيوني، ورفعت لوائح الاتهام المكروهة من كثرة تكرارها أي (معاداة السامية) لتلك الشعوب، كما اتهمت بالجهل والتغرير وعمى الألوان، فبدلاً من اتهام العرب والمسلمين بالأكثر تهديداً للسلام، اتهمت الولايات المتحدة وحليفها الكيان الصهيوني. وشنت وسائل الإعلام الصهيوني والغربي المتصهين حملة على المؤسسة الأوربية التي أجرت الاستطلاع، واعتبرتها غير جديرة.
وأمام هذا الإرهاب السياسي والإعلامي أسرعت مفوضية الاتحاد الأوربي بإعلان براءتها الشخصية مما ظهر من رأي للأغلبية، وأنها ليست مع هذا الرأي. وتدافع زعماء الاتحاد بالإعلان أيضاً عن عدم رضاهم وموافقتهم عما أسفر عنه الاستطلاع. وهكذا أمام العصا الإرهابية الأمريكية والصهيونية خنع حكام أوربا، وداسوا على أبسط أشكال الديمقراطية ألا وهو التعبير عن الرأي. وهكذا مارست الولايات المتحدة الإرهاب حتى على أقرب حلفائها وعلى شعوب العالم، في حين لا تزال تتشدق سياسياً وإعلامياً بأنها حامية حقوق الإنسان، وأم الديمقراطية والداعية إلى تطبيقها في العالم.
* المطابخ الصهيونية العسكرية والسياسية هي صانعة إرهاب الحادي عشر من أيلول.
منذ ما يزيد على ربع قرن تقريباً لا يكاد بيان رئاسي للبيت الأبيض أو لوزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين يخلو من الحديث عن الإرهاب وعلى خطره على الدول الديمقراطية في الغرب الأوربي والأمريكي واليابان وغيرها من الدول الرأسمالية بشكل عام، وخطره على الولايات المتحدة بشكل خاص.
ولكن بعد أحداث الحادي عشر من أيلول كثفت كل سياستها ووسائلها الإعلامية بالحديث عن الإرهاب، فأعلن الرئيس جورج بوش عقب تلك الأحداث بما أسماه (الحرب على الإرهاب)، لتشمل تلك الحرب على كل اليابسة في الكرة الأرضية. فوفق مقولته التي تشكل إرهاباً على النظام الدولي وذلك حين أعلن الرئيس بوش: (من لم يكن معنا فهو ضدنا). ثم حدد أماكن تواجد هذا الإرهاب على الكرة الأرضية ليشمل ما يزيد على تسعين دولة. واختار دولاً أسماها دول (محور الشر) ودولاً (مارقة) وأخرى (داعمة للإرهاب).
وعلى الرغم من بشاعة أحداث الحادي عشر من أيلول 2001، والتي تدينها كل شرائع وقوانين السماء والأرض، فإن الدراسات والأبحاث العالمية المحايدة والمستقلة أظهرت أن صناعة أحداث الحادي عشر من أيلول في نيويورك وواشنطن، تحتاج إلى قوى دولية كبيرة، تملك أدق الأجهزة وأحدث التقنيات والمقومات العالية لتنفيذها، ولا بد من أن تساندها أجهزة استخباراتية وعناصر لوجستية مؤثرة على الأرض، وذات نفوذ في أجهزة السلطة الأمنية والإدارية والفنية، حتى تتمكن من هذا الاختراق الأمني لدولة عظمى مثل الولايات المتحدة أقوى دولة في العالم من حيث امتلاك كل وسائل الأمن والوقاية لمنشآتها المدنية والخدمية، فكيف إذا كان الاختراق لأهم مواقعها الأمنية والعسكرية ألا وهو وزارة الدفاع (البنتاغون) وأهم مواقعها الاقتصادية (برجي التجارة الدولية)؟.
وهذه القدرات البشرية والتقنية والخدمات اللوجستية لا تملكها إلا دول عظمى هي اليوم أقل من أصابع اليد الواحدة في العالم، ممن تتوفر لديها الخبرات والقدرات المطلوبة لإنجاز تلك الأحداث، ومما يسمح لها باختراق حاجز أمني عظيم، يغطي كل أراضي ومدن ومنشآت دولة كالولايات المتحدة.
فلا يمكن لتنظيم كتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن القيام به منفرداً (إن كان حقاً قام به، وإن كنا نشك في ذلك)، دون أن تقدم له تسهيلات واسعة ومن جهات صاحبة نفوذ عال في الداخل، مع تقديم المساعدات الضرورية لتنفيذ حدث كأحداث الحادي عشر من أيلول من قبل أجهزة استخباراتية كبيرة مثل المخابرات المركزية الأمريكية أو الموساد الصهيوني. إضافة إلى تسهيلات إدارية عالية المستوى في السلطة الأمريكية.
إن من يقوم بمثل هذا العمل التخريبي الكبير في دولة تعتبر الأقوى عسكرياً وأمنياً في العالم، لا بد أن يكون المستفيد الرئيسي منه. وهذا ما اتضح للمتابع للأحداث، أنه بعد أشهر قليلة فقط من ذلك الحدث، وجد العالم أن المستفيد الحقيقي من تلك الهجمات كانت هي الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني. ومن هنا فإن الأيام ستثبت أن من صنع هذا العمل الإرهابي وخطط له كانت المطابخ الأمريكية والصهيونية الأمنية والعسكرية والسياسية