طبقات فحول الشعراء والمقاييس النقدية
التصميم
1- التعريف بصاحب الكتاب ومؤلفاته .
2- طبعات الكتاب
3- ما اعتمده الشارح محمود شاكر لتأليف كتاب " طبقات فحول الشعراء"
4- المادّة التوضيحية
5- مدخل إلى النصوص
6- الشرح والتعاليق (الطريقة والتقنيات وطريقة التحقيق )
7- محتوى النصوص إجماليا من (ص 1 إلى ص55)
8- الطبقة الأولى من ( ص 56 إلى ص 107)
9- الطبقة الثانية من ( ص 108 إلى 137)
10- الطبقة الثالثة من (ص138 إلى 160)
11- الطبقة الرابعة من ( ص 160 إلى 170)
12- الطبقة الخامسة من ( ص 171 إلى 186)
13- الطبقة السادسة من ( ص 187 إلى 192)
14- الطبقة السابعة من ( ص 193 إلى 196 )
15- الطبقة الثامنة من ( ص 198 إلى 219)
16- الطبقة التاسعة من ( ص 220 إلى 244)
17- الطبقة العاشرة من ( ص 245 إلى 265)
18- الخلاصة لما تقدّم
19- بعض الانتقادات
20- شعراء المراثي
21- شعراء القرى العربية
22- شعراء يهود
1- التعريف بصاحب الكتاب
هو أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن سالم أو (سلاّم) الجمحي الأصفهاني أو البصري مولى بن مطغون الجمحي . ولد بالبصرة سنة 139هـ . أخذ عن الخليل بن أحمد الفراهدي . وكانت وفاته في (231 أو 232هـ ) ببغداد ، وبذلك عمّر نحو 93سنة .
روى عنه الرياشي والمازني وأحمد بن حنبل وابنه عبد الله بن حنبل وأبو خليفة وغيرهم . وأمّا شيوخه الذين روى عنهم وذكرهم في كتابه طبقات فحول الشعراء ، فعددهم 79 . كما روى عن آخرين ذكرهم بجمل ودون أسماء لقوله:(بعض أصحابنا
( بعض أهل الكوفة ) –(بعض أهل العلم من المدينة )- (بعض رواة قيس وعلمائهم). فأبوه هو ابن سلاّم ، وأخوه عبد الرحمن من رواة الحديث ، أبو خليفة هو ابن أخت محمد بن سلاّم صاحب الطبقات ، روى عنه كتبه ، وهو راوية للأخبار والأشعار والآداب والأنساب والحديث ، كان عالما ثقة أعمى ، تولّى القضاء بالبصرة بين 293 و 295هـ .
ومحمد بن سلام كان يفهم الفارسية كما ورد في أحد الأخبار من كتاب أبي أحمد العسكري ( شرح ما يقع في التّصحيف ).
مؤلّفــاته
ذكرها ابن النديم في الفهرست وهي :
1- الفاضل في علم الأخبار والأشعار
2- بيوتات العرب
3- طبقات الشعراء الجاهليين
4- طبقات الشعراء الإسلاميين
5- الحلال وأجر الخيل
وذكر له ياقوت الحموي في معجم الأدباء كتابين هما :
6- طبقات الشعر
7- غريب القرآن
كما ذكر الأصفهاني أن من آخر كتبه :
9-كتاب الفرسان أو فرسان الشعراء.
فرغم الاختلافات التي دارت حول وجود هذه الكتب وحقيقة أسمائها ، فإنّ أشهر كتاب طبقات فحول الشعراء . ولقد اعتبره الدارسون أول كتاب ألّف في تاريخ الأدب العربي حيث يبرز أن ابن سلام درس الأدب واستوعبه ، فشرح وحلّل ورتّب .
2- طبعات كتاب الطبقات
طبع كتاب ابن سلام في عدّة طبعات ، وأشهر ما اعتمده أهل العلم هي :
أ- طبعة يوسف هل :
ظهرت باسم طبقات الشعراء لأول مرة بمطبعة (بريل) بمدينة لدن بين (1913م و1916م) بمقدمة ألمانية . واعتمد الكاتب لإخراجه على نسختين من كتب محمد محمود بن التلاميذ التركزي الشنقيطي ، وتكرر طبع الكتاب .
النسخة لأولى : محفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (36 أدب ش) . ولقد كتبت سنة 1303 هـ نقلا عن نسخة مكتبة شيخ الإسلام عارف بك بالمدينة المنورة .
النسخة الثانية : محفوظة تحت رقم (37 أدب ش) ، وكتبت سنة 1310هـ ، وهي منقولة عن نسخة المدينة أيضا . ولقد تعرض هذا الكتاب لنقد لاذع لسقوط يوسف هل في الخلط والعبث سواء في تسمية الكتاب و تمحيص الأخبار وترتيبها والتعليق عليها .
ب- طبعة حامد عجمان الحديد الكتبي
صدرت عن مطبعة السعادة سنة 1920م . اعتمد في اخراجه على النسخة الأوروبية والمخطوطين السابقي الذكر ، وتكرر طبع الكتاب .
ج- الطبعة الأولى لمحمد محمود شاكر
صدر الكتاب تحت عنوان "طبقات فحول الشعراء " عن دار المعارف سنة 1952م . واعتمد فيه على الكتابين السابقين وما نقله في أيام شبابه عن المخطوطة الأصلية ، وهو قدر يسير (69 ورقة). ولقد كان عمره آنذاك سبع عشرة سنة ، لا زال يدرس . وعن هذه الطبعة يقول محمود شاكر في مقدمة الطبعة الثانية لسنة 1974م (( تعثرت فيها تعثرا لا يغتفر، ومن أجل هذا فأنا لا أحلّ لأحد من أهل العلم أن يعتمد بعد اليوم على هذه الطبعة الأولى من " طبقات فحول الشعراء " مخافة أن يقع بي في زلل لا أرضاه له .)).
د- الطبعة الحديثة
طبعت بدار المعارف في شهر فبراير سنة 1974م . ولقد كان للأساتذة أحمد راتب ، والدكتور شاكر الفحاح و الدكتور ناصر الأسد دورا هاما ، وفضلا كبيرا على الكتاب في التصحيح والإفادة كما يعترف بذلك محمود شاكر في مقدمته .
3- ما اعتمده الشارح محمد محمود شاكر في تأليف الكتاب
( طبقات فحول الشعراء )
1- جزء منقول عن المخطوطة الأصلية
وهو جزء نقله بخطّه وهو لا زال طالبا للعلم وعمره سبع عشرة سنة . وهي مخطوطة أتى بها السيد أمين الخانجي الكتبي بعد رحلته إلى العراق سنة 1343هـ ، ونظرا لتعامل محمود شاكر معه أمره بترتيب أوراق المخطوطة المتآكلة ونقلها وإرجاعها ، غير أن تراخيه وكسله أضاع عنه جزءا نفيسا ، فلم ينقل إلا 69 ورقة احتفظ بها إلى حدود 10 شتمبر 1952م ، واعتمد عليه في نشر كتابه الأول .
2- النسخة الثانية المصورة من المخطوطة الأصلية
فبعد نشر الطبعة الأولى سنة 1952م ، وبعد حملة صحافية هامة تختلف بين التعريف بالكتاب والانتقاد له ، صادف أن وصلته رسالة من أحد أساتذته السيـــد عبد العزيز الراجكوتي يذكر فيها أن مقالة للمستشرق الإنجليزي آبري صدرت في مجلة فيها قراءة جديدة لكتاب الطبقات ، وعن طريق المراسلات كتب حكايته لأحد أصدقائه الدكتور محمد رشاد سالم ، وكان يومئذ تلميذا لآبري في إنجلترا ، فعلم منه أن بحوزته النسخة الأصلية التي نقل عنها الجزء اليسير ، والتي كانت في حوزة الكتبي أمين الخانجي ، فاستطاع بذلك أن يحصل منه على نسخة مصورة . والمخطوطة كانت توجد آنذاك بمكتبة (( تشستر بتي )) بايرلندا ، وكانت تحتوي في كاملها على 114 صفحة في الأصل ، ولم يبق منها إلا 76 ورقة للاطلاع . فحسب معهد إحياء المخطوطات فإن خطها مشرقي يرجع إلى أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الهجري ، وأما كتابتها فضبطت بحركات ، وتحتوي أخطاء إملائية مثل: ماذى –هكذى- كذى – هاذى…الخ . وفي آخر كل خبر حرف (هـ) دلالة على انقضاء الخبر. كما أن بها بياض دلالة إما على انتهاء الباب أو نقص . وفي الهوامش استدراك لما سها عنه الكاتب وبخطه . وكانت النسخة عتيقة رُجِّح تاريخ كتابتها بالتقريب إلى ما قبل 336هـ ، واسم كاتبها محاه البلل .
3- المخطوط الثاني أو ما سماه الشارح بنسخة المدينة (م)
هي نسخة مكتبة عارف بك بالمدينة المنورة ، مختصرة بها بتر في الكلام ، ومجموع أوراقها 83 ورقة إذا حذفنا ما زيد في آخرها 3 أوراق بها دعاء وفهرست لشعراء الطبقات بخط مغاير للأصل ، وهي إما لقارئ ما أو مالك النسخة إضافة إلى 9 أوراق مفقودة ليبقى من النسخة 71 ورقة بخط مشرقي فيه شبه إلى المغربي يرتفع إلى أوائل القرن الخامس الهجري حسب تقدير المعهد المذكور سالفا ، وهو مضبوط بحركات ، إملاؤه جاد ، وعند انتهاء كل خبر حرف (هـ) منفردا ، وبها اختصار للرواة بمثل : يحدثنا=نا ، وأجبرنا= أنا ، وليس في الهامش أي استدراك ، ولا في آخر النسخة اسم الكاتب ، ولا تاريخ الكتابة ، ولقد رُجّحت كتابتها إلى ما قبل 409هـ .
4- كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (284هـ-356هـ)
هو أبو الفرج علي بن الحسن القرشي الأصفهاني الأموي ، يتصل نسبه لمروان بن الحكم . ولد بأصفهان ، وانتقل إلى بغداد طلبا للعلم . أتقن النحو واللغة والفقه والأنساب والسير الحديث ، من آثاره النفيسة كتابه الأغاني . وقد تحدّث عن نفسه أنه قضى خمسين عاما في تأليفه . وهذا الكتاب اعتمده الشارح محمود شاكر مصدرا ثالثا في إصدار كتاب طبقات فحول الشعراء لأته أكثر فيه الرواية عن ابن سلاّم بثلاثة عشر إسناد أخبار أخذها عن أبي خليفة . أما عدد الأخبار التي زادها فهي 36 خبرا إمّا للتّأكيد على صحّة الخبر ، أو إكمال الخبر خاصة في أماكن الأوراق المفقودة من المخطوطة بيّن أرقام نصوصها في تعاليقه على الكتاب .
5-نسخة أو كتاب الموشّح للمازباني(269-384هـ ببغداد)
هو أبو عبيد الله محمد بن موسى بن عبيد .روى كتاب الطبقات عن إبراهيم بـن شهاب ، وأبي الطيب العطار ، ورووا ذلك بدورهم عن أبي الخليفة الجمحي عن محمد بن سلاّم (743 خبرا ) ، وزاد الشارح خبرين برقمي 146 و743 عن نسخة المدينة ، والخبر رقم 743 عن طريق آخر .
6-شرح البلاغة لابن الحديد المدائني (586-655هـ)
زيادة خبر منه برقم 137 ، وجزء من خبر رقمه 712 عن ابن عساكر من مخطوطة تاريخ دمشق فوصل مجموع ما زيد من الأخبار على نسخة المدينة (م) 27 خبرا .
7-زيادات أخرى من كتب مختلفة
أما الزيادات الأخرى من كتب مختلفة فقد أثبتها الشارح في تعاليقه مع ذكر الاختلاف والاتفاق في ترجمة شاعر أو ذكر طبقته أو شعر …الخ .
4- المادّة التّوضيحيّة
بعد مقدمة الكتاب التي أبرز فيها الكاتب محمود شاكر المنهج الذي اتبعه في التحقيق والتأليف ، وهي مقدمة طويلة شملت 64 صفحة ذيلها بصور ليطلع القارئ على ما احتوته بعض صفحات كل من المخطوطة الأصلية ومخطوطة نسخة المدينة وهي كالتالي :
المخطوطة الأصلية : صورة للورقة الأولى الخارجية (الغلاف) – صورة للورقة الأولى الداخلية – صورة للأوراق التالية :ص 30-و96-و111 وهي الأخيرة .
نسخة المدينة : صورة للغلاف- والورقتين ص 6و27 .
5- مدخل إلى النصوص
بعد الصفحة الأولى التي تحمل عنوان الكتاب // طبقات فحول الشعراء//واسم ابن سلام وسنة ميلاده ووفاته وإثبات الجزء بتسميته السّفر الأوّل ، وذكر الرّواة الأربعة يبتدئ الكتاب في الورقة الموالية بالبسملة (( بسم الله الرحمن الرحيم)). أما الصفحات كلها وإلى حدود رقم 521 فاحتوت على فقرات قد تقصر أوتطول فتأخذ الحيّز الأعلى من الصفحة ، فتختلف بين ¼ و2/4 و ¾ الصفحة، وعدد هذه النصوص 708 . فهي إما أخبار لرواة وبأسانيد على طريقة القدامى ورواة الحديث (عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا فلان قال :- وأنبأنا فلان عن فلان قال : سمع فلان…الخ . وقد تذكر السنة ، أو يسقط اسم راو أو جزء منه فيشار إلى ذلك بنقط وهذا ما يسمى بالرواية المتقطّعة ، أو سند براو مهمل . وإما أن تكون نصوصا هي استطراد لكلام ابن سلام وآراءه دون سند ، أو شعر …
6-الشروح والتّعاليق (الطريقة والتقنيات)و(منهجية التحقيق)
إن الصفحات كلها كما أوردت وكما ذكرت (دون ذكر البياض في الانتقالات من باب لآخر) مقسمة إلى جزء علوي خاص بالنصوص ، وسفلي خاص بالشروح والتعاليق، وبين الجزأين خط حاجز .
- إن الشروح والتعاليق هي لمحمد محمود شاكر ، وبخط مطبعي رقيق ، وتتضمن شرح اللغة : كلمات أو جمل اعتمادا على مصادر اللغة المتعددة مع ذكر الاختلافات إت كانت ، وذكر أسماء الكتب وأصحابها وصفحاتها .
- إن التعليقات تبرز الاختلافات أو النقصان في رواية أو خبر أو شعر مع ذكر بعض الاستشهادات أو المقارنة بين ما أوردته المخطوطة ونسخة المدينة أو الكتب الأخرى وتبيان الصفحات أو الحركات المختلف فيها ، أو التشطيبات والهوامش التي تتعلق بنص ما .
- كما يورد الشارح من حين لآخر استشهادات من الأحاديث النبوية أو الشعر ، أو آراء العلماء والنحويين أو اللغويين عند مخالفة نص ما أو تأييده ، ولا يهمل المصدر ورقم الصفحة .
- كما قد يشير الشارح إلى الأماكن في النصوص التي تمّ إلحاق الهوامش بها من المخطوطة ، والأماكن التي أكلها البلى أو البلل فتمّ تعويضها بكلمة أو جملة أو أكثر استنادا إما على نسخة المدينة (م) أو المصادر الأخرى مع ذكرها بالتحديد.
- أما الأسانيد أي أسماء الرواة ففي تعليقاته يذكر ترجمتهم والمصادر المعتمدة في ذلك .
- وقد يضيف الشارح آراءه لتوضيح المراد من الفقرات أو الفقرة مثل قوله في الفقرات من (ص7إلى27)(( فيه استطراد عن منحول الشعراء وعن طبقات النحاة)).
- وقد يورد بعض الاختلافات التي وردت في فهم المراد من النص الشعري أو النثري ، وهو في ذلك يفضل إبراز المصادر والصفحات .
- كما يورد الاختلاف في الأنساب فيعدد المصادر ويشير لصفحاتها للرجوع إليها .
- وفي النصوص علامة [ …] إشارة إلى زيادة إما من نسخة المدينة أو مصادر أخرى يشير إليها في التعليق ، وقد تكون هذه الزيادة حرفا ، كلمة،جملة أو أكثر .
- فعندما يصل الشارح إلى خُرْمٍ ( أوراق مفقودة) يشير على الهامش وبجانب النص إلى عدد الأوراق المخرومة ورقم ترتيبها في المخطوط .
- أما عندما تبدأ ورقة المخطوطة يشير إلى ذلك في النص بخطّ مائل/ وفي الهامش الرقم الترتيبي لها ، ويشير بخطين مائلين// إلى نهاية الورقة .
- فعندما تُخِلّ المخطوطة بشيء يعوّض ذلك بما في نسخة المدينة إذا كانت ، أو بمصادر أخرى يشير إليها في تعليقه .
- كما أنه يجتهد مشيرا بعلامة نجمة * في النصوص أو العناوين إلى ما زاده هو اعتقادا منه أنه الصّواب .
7- محتوى النصوص إجماليا من (ص 1إلى55)
إن هذه النصوص يمكن تقسيمها إلى عدة أقسام وتندرج تحت كل قسم نصوص تتعلق بموضوع واحد أو تيمة واحدة ، ولا يمكن الوقوف على ذلك إلا بالقراءة الاستقرائية .
من(ص1 إلى 7)= رأي ابن سلاّم في المصنوع والمفتعل من الشعر بذكر خصائصه وطريقة ردّ هذا الشعر لدى القدامى ، وللسّمع في ذلك الريادة .
من (ص8 إلى 13)= أخبار حول معنى العربية ولسانها ، وأول من تكلم بها ، وتكذيب ما روي من شعر ثمود من الرواة في حق ابــن إسحاق .
من(ص 14 إلى 28)= خمسة عشر خبرا عن أهل البصرة وسبقهم بالنحو ولغات العرب ، وذكر بعض النقاشات والمرافعات بين العلماء ،
والاختلافات التي تبرز مدى علمية هؤلاء وغيرهم . وتدور النقاشات حول أبيات شعرية وآيات قرآنية والقراءات المختلفة .
من (ص29 إلى 30) = رأي ابن سلام في كل ما سبق من الشعراء والعلماء الذين سبق ذكرهم لينتهي إلى تلخيص هو :" إن أفرس الناس
وأصدقهم في نقل الشعر خلف بن حيّان الأحمر، وأعلم الناس الأصمعي و أبو عبيدة ، ومن البصرة المفضّل بن محـمـد الضّبّي ."
الــنـص (ص31)= استطراد لكلام ابن سلام ووصلا بما بدأه في الفقرة 2
(النص2) ليبين المنهجية التي اتبعها في كتابه فقال :
" فاقتصرنا من الفحول المشهورين على أربعين شاعرا ،فألّفنا من تشابه شعره منهم إلى نظرائه ، فوجدناهم عشر طبقات ، أربعة رهط كل طبقة ، متكافئين معتدلين ."
من (ص32إلى43)= يورد أهمية الشعر الجاهلي " ديوان يقيدون فيه علمه وحكمهم " وبه يقاسون ، وهو كما يقول عمر بن الخطاب
" أصحّ علوم الجاهلية الشعر لا غير ". فيبدي رأيه في ما ضاع من الشعر ، وسبب ذلك دخول الإسلام والانشغال بالحرب والفتوحات لكونه لم يدون ، فاعتمد الرواية مبينا ما وصلنا مدونا ومنه ديوان المنذر بن النعمان ، وفيه مامدح به أهل بيته ، وانتقل إلى بني مروان . فما وصل من الشعر قليل ، والحجة على ذلك قلة ما لطرفة وعبيد منالشعر بأيدي الرواة والمصحّحين وهي عشر قصـائــدوالباقي غثاء وهذا ما لأقدم الفحول .
وفي رأي ابن سلاّم أن العرب يقولون الشعر للحاجة وأطوله كان في عبد المطلب وهاشم بن عبد مناف . ويورد أبياتا شعرية من قديم الشعر الصحيح للعنبر بن عمر بن تميم ، ودويد بن زيد بن فهد لما حضره الموت ، وأعصر بن سعد بن قيس بن عيلان ، وللمستوغر بن ربيعة ، وزهير بن جناب الكلبي ، وخديمة الأبرش ، والوضاح من قدماء ملوكالعرب ، وبيت واحد لامرئ القيس .
من (ص44 إلى 48 ) = أوّل من قصّد القصائد ، وذكر الوقائع المهلهل بن ربيعةالثعلبي في قتل أخيه كليب وائل ، ويروي ذلك النابغة خبرافي شعره
وبعدها ينتقل إلى ذكر شعراء الجاهلية من ربيعة ، وهمتسعة : المهلهل ، المرقشان، سعد بن مالك ، طرفة بن العبد ،عمر بن قميئة ، الحارث بن حلزّة ، الأعشى ، والمسيب بنعلس .
كما ذكر أن الشعر تحول إلى قبيلة قيس ، ومنهم : النابغة،زهير بن أبي سلمى ، ابنه كعب ولبيد ، الخطيئة والشمّاخ ،أخوه مزرّد وخداش بن زهير ، فلم يفته ذكر من عاصر امرأ القيس . وينتقل ليفصّل الشعراء المتعاطين للــفـواحـش والمتعهّرين في شعرهم ، ويذكر امرأ القيس والأعشى ، ويستدلّ على ذلك بأبيات شعرية . أما في الإسلام فيرى أنأقوالهم في هذا الفنّ الفرز دق في المدينة ، فيورد قصّته معمروان بن الحكم وما لقيه منه من زجر .وفي استطراد كلامهيؤكد أن جرير كان عفيفا في ذكر النساء ، مفْرطا في الهجاء،ويورد أبياتا للاستدلال .
أما قبيلة مضر فيذكر شاعرهم أوس بن حجر فقط .
من (ص49 إلى 54)= ففي هذه النصوص يبين أحد الأسباب التي تدفع الرواة لنحل الشعر ، وهو انتماؤهم لقبائل ، وعدم وجود شعر يــذكـر وقائعهم فيقولونه على ألسنة شعرائهم ، وهذا مقياس نقدي .
وفي رأيه أن الإشكال ليس في زيادة الرواة لأن أهل العـلم يتمكنون من استكشاف مواضعها ، ولكن المشكل هو في نسبالشاعر وترجمته . وفي هذا الباب يورد أمثلة لرواة انتحلوا الشعر ، فيعطي نماذج عن ذلك ومنهم داود بن متيم ، وحمادالراوية .
الــنـص (ص55)= وبعد هذا الاستطراد في آرائه يعود لتوضيح منهجه النقدي" التحليلي " للشعر والشعراء بمقياس التفضيل والتصنيفحيث قال :" ثمّ إنّا اقتصرنا – بعد الفحص والنظر والروايةعمّن مضى من أهل العلم – إلى رهط أربعة اجتمعوا علىأنهم أشعر العرب طبقة ثم اختلفوا فيهم بعد .وسنـسـوق اختلافهم واتفاقهم ، ونسمي الأربعة ، ونذكر الحجة لكل واحد منهم – وليس تَبْدِئَتُنا أحَدَهم في الكتاب نحطم له ، ولا بدّ من مبتدأ –ونذكر من شعرهم الأبيات التي تكون في الحديــث والمعنى ".
الخلاصـــة : إن خلاصة ما جاء في "الفصل الأول" إذا افترضنا هــذه التسمية أنه تمكن من الوقوف على ما يلي :
من النصّ (1 إلى 55) اشتملت النصوص على 86 بيتا شعريا ، و21 من أسماء الشعراء منهم : لبيد بن ربيعة –النابغة –الفرزدق- عباس بن مرداس- الرّاعي – الأخطل – الكلبي - . ومن قديم الشعر في رأي ابن سلاّم شعر الشعراء الآتين : العنبر بن عمرو – مالك بن زيد – جرير – دويد بن زيد – أعصر بن سعد – المستوغر بن ربيعة – زهير – عبد الله بن ميمون – زهير بن جناب الكلبي – خديمة الأبرش – ابن جذام ذكره امرؤ القيس في بيت .
ومن الشعراء الفواحش : امرؤ القيس – الأعشى – وأقولهم في الإسلام الفرزدق- وما أملاه حماد على أبي عبيدة الثقفي من شعر طرفة وهي لأعشى همذان . ومن الأخبار بإسناد 36 خبرا ، ومن آراء ابن سلام 19 رأيا .
8- الطبقة الأولى : من(ص56 إلى 107)
هم أربعة ذكرهم ابن سلام بأنسابهم :
1- امرؤ القيس
2- نابغة بني ذبيان
3- زهير بن أبي سلمى
4- الأعشى
أما النصوص والفقرات من (ص 56 إلى 107) فعددها 52 نص منها 20 هي عبارة عن أخبار بإسناد ، والباقي هي استنتاجات ابن سلام وآراء " بعض الناس " دون ذكر أسمائهم . ويورد هذه النصوص بتفصيل وترتيب حسب أسماء الشعراء ، ويدور حديثها عن كل واحد ، وفي نقط محددة لا تخرج في الغالب عن الترجمةوالأخبار والنقد بالتعرض للأمور الفنية في الشعر مع إبراز نظراته الخاصة ، وآراءه الشخصية التي تغلب عليها الرواية عن العلماء المشهورين ، ومن أكثرهم عمرو بن العلاء ، ويونس بن حبيب وآخرون . أما في ترتيبه للشعراء فقد اعتمد مقياسين نقديين هما : المقدرة الفنية والكفاءة الشعرية، وهي بالنسبة له : الجودة والكثرة .
عدد الأبيات المختارة
|
أخباره- الفنيات –الخصائص( وما يمتاز به)
- آراء-
| الشاعر |
16 بيتا وهي ما خيّره الناس في تشبيهه ،و 8 في وصف المطر .
ـــــــــــــ
3أبيات في التشبيه ، و9 في وصف الفرس ، و7 للحجية على أنه أشعر الناس.
ـــــــــــــ
بيتان على أنه أشعر الناس .
ـــــــــــــ
للحجية أورد بيتا واحدا .
|
أحسنهم تشبيها
ـــــــــــــ
الديباجة والجزل وعدم التكلف.
ـــــــــــــ
مبالغة في المدح وإكثار في الأمثال ، وهو أحكمهم وأجزلهم .
ـــــــــــــ
أكثرهم عروضا ( كثرة الأوزان واختلافها ) ، وأكثرهم مدحا وهجاء وفخرا ووصفا .
|
امرؤ القيس
ـــــــــــــ
النابغة
ـــــــــــــ
زهير
ـــــــــــــ
الأعشى
|
أخبار في عيوب الشعر:
أورد ابن سلام أخبارا في عيوب الشعر الأربعة ( الزحاف – الإسناد – الإقواء أوالإكفاء – الإبطاء) ومنها ما أورده حبيب بن أوس وغيره ، ومن أمثلة ذلك 28 بيتا للفرزدق واللهبي وغيرهم .
أخبار في تفضيل الشعراء
وهي أخبار تطرقت لآراء العلماء والشعراء وتفضيلهم للشعراء .
آراء ابن سلام النقدية :
في السرقة الشعرية يقول : " يستزيد الشاعر في شعره بيتا أو صدرا أو عجوزا إما لتأكيد معنى أو رفعها " ولا يعد هذا في نظره سرقة ، فيورد أمثلة لبيت ورد في موضعين من شعر امرئ القيس وطرفة .
عند امرئ القيس :
وُقوفاً بِها صَحْبِيَ عَلَيَّ مَطِيَّهُمْ** يَقولونَ: لا تَهْلِكْ أَسىً وَتَجَمَّلِ
عند طرفة :
………………………….**……………………..وَتَجَلّدِ
(وغير ذلك من الأمثلة ).
وأورد رأيا نقديا آخر هو أن ما يمكن ضبط الشعر إلا أهله ، وهم العلماء والرواة، فهو بذلك يرفض الأخذ بما ترويه العامة ، ومثل ذلك ما تروي العامة في عصره عن الشعبي ، وما روي شيء يحمل على لبيد :
باتَتْ تَشْكي إِلَيّ النّفْس مُجْهِشَةً** وَقَدْ حَمَلْتُكَ سَبْعاً بَعْدَ سَبْعينا
فَإِنْ تَعيشي ثَلاثاً تَبْلُغـي أَمَـلاً** وَفي الثّلاثِ وَفاءٌ لِلثّمـانينا
9- الطبقة الثانية من (ص 108- 137)
أربعة رَهْط وهم :
1- أوس بن حجر بن عتاب بن عبد الله بن عدي …
2- بشر بن حازم الأسدي
3- كعب بن زهير بن أبي سلمى
4 -الخطيئة ، أبو مليك جزول بن أوس بن مالك…من غطفان
النّصوص من (ص 108 إلى 137 )
تبتدئ برأي ابن سلاّم في أوس بن حجر ، فيقول فيه :" وأوس نظير الأربعة المتقدّمين ، إلا أنّا اقتصرنا في الطبقات على أربعة رهط ." إنه بهذا يبدو متشبّثا بما أعلن عنه في منهجه ، فهو يلتزم بالتقسيم الكيفي الحسابي مضحّيا بالقسمة الفنية .
ومن مجموع 29 نصّا نجد 13 خبرا بإسناد ، و5 نصوص هي استنتاجات لآراء من الأبيات الشعرية ، والباقي أخبار تبتدئ ب " أخبرنا بعض أهل العلم " . وتلخيصا لبعض مما سبق فأوس من قبيلة مضر وفحلها ، وزهير راويته ، وزوجته اسمها أم زهير ، وأخوه بُجير بن زهير أسلم وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنين ، وهو الذي أرسل لكعب بن زهير قبل إسلامه يقول له : " ويلك ، إن النبي أوعدك وقد أوعد رجالا بمكة فقتلهم ، وهو والله قاتلك أو تأتيه فتسلم ." فكان سببا في إسلام كعب بن زهير . أورد ابن سلام قصة إسلامه … فلما آمنه رسول الله أنشد:
بانَتْ سُعادُ فَقَلْبِيَ الْيَوْمَ مَتْبولُ ** مُتَيَّمٌ إِثْرَها لَمْ يَشْفَ مَكْبولُ
يومها كساه النبي صلى الله عليه وسلّم بُردة اشتراها معاوية من آل كعب بن زهير بمال كثير . وتتتابع النصوص حسب ترتيب الشعراء مركّزة على ترجماتهم وشعرهم، وما قيل فيهم .
فالحطيئة كان جشعا سؤولا تمدّه القبائل لا تكريماً بل خوفاً من هجائه . ومن شعره ما قاله في الزّبرقان بعد أن أطعمت زوجته عياله .
دَعِ الْمَكارِمَ لا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِها ** وَاقْعُدْ فَإِنّكَ أَنْتَ الطّاعِمُ الْكـاسي
فلما شكاه الزّبرقان لعمر حبسه فقال :
ماذا نَقولُ لِفِراخٍ بِذي مَرَخٍ ** حُمْرِ الْحَواصِلِ لا ماءٌ ولا شَجَرُ
أَلْقَيْتَ كاسِبَهُمْ في قَعْرٍ مُظْلِمَةٍ** فاغْفِرْ عَلَيْكَ سَلامُ اللهِ ياعُمَرُ
إلى أن يقول :
وما آثَروني بِها إِذْ بايَعوني لَها ** لَكِنْ لأَنْفُسِهِمْ كانَتْ بِكَ الأَثَرُ
وبهذا أطلق عمر سراحه .
والملاحظ في هذه الطبقة أن مجموع الأبيات الشعرية (55) بيتا لا نجد فيها لبشر بن أبي حازم الأسدي أي بيت يذكر ، ولم يذكر السبب في هذا الإخلال ، فقد يكون ذلك مردّه للخُرْم في المخطوطة (أوراق مفقودة من ص 15 إلى 21 - سبع ورقات )، ونفس الأمر لأوس بن حجر وإن كنا نجد له شعرا في فصول أخرى .
10- الطبقة الثالثة من (ص 138 إلى 160 )
أربعة رهط ، وهم :
1- أبو ليلى نابغة بني جعدة ، وهو قيس بن عبد الله بن عدس …بن صعصعة.
2- أبو ذؤيب الهذلي ، وهو خويلد بن خالد بن محرّث …ابن هذيل
3- الشمّاخ بن ضرار بن سنان …ابن ذبيان
4- لبيد بن ربيعة بن مالك …ابن عامر
النصوص من (ص 138 إلى 160)
ذكر ابن سلام شعرا للنابغة بن جعدة إذ قال :
فَمَنْ بِكَ سائلاً عَنّي فَإنّي ** مِنَ الْفِتْيانِ أَيّامَ الْخُنانِ
أَتَتْ مائة لعامٍ وُلِدَتْ فيهِ ** وَ عَشْرٌ بَعْدَ ذلِكَ وَحِجّتانِ
وَقَدْ أَبْقَتْ خطوبُ الدّهْرِ مِنّي ** ما تُبْقي مِنَ السّيْفِ الْيَماني
ومن هذا استنتج أن النابغة شاعر قديم ومفلق ( طويل البقاء ) في الجاهلية والإسلام ، وكان أكبر من النابغة الذبياني . ( وأيام الخُنانِ كانت أيام المنذر بن ماء السماء ، وهي أيام ماتت منه الإبل ). فببيت شعره استشهد يونس عندما سأله ابن سلام كيف تقرأ قوله تعالى : < جئتك من سبأ بنبأ يقين > ، فقال كما قال الجعدي :
مِنْ سَبَأَ الْحاضرينَ مَأْرِبَ إِذْ ** يَبْنونَ مِنْ دونِ سَيْلِهِ الْعَرِما (سدّ العرم)
- أمّا ذؤيب الهذلي فقال فيه :" كان شاعرا فحلا لا غميزة فيه ، ولا وهن " والخبر في الأغاني . ويروي ابن سلام أن في التوراة " أبو ذؤيب مؤلف زورا هو اسم الشاعر بالسريالية . ( ولم يورد له أي بيت ).
- أما الشّمّاخ بن ضرار فقال عنه : " شديد متون الشعر ، أشدّ أسر كلام من لبيد، وفيه كزارة (اليُبْس والتقبض ) . ولبيد أسهل منه منطقا . (من الأغاني ) . وكان للشماخ أخوان ، وأفحلهم مزرّد وهو أشبههما به . كانت لديه امرأة من بني سليم فنازعته ، وادعت عليه طلاقا بعد أن ضربها وكسر يدها ، وأقعد للنظر بين الناس فرأى طثير عليه يمينا ، فالتوى ثم حلف ، وقال :
أَتَتْني سُلَيْمُ قَضّها وَقَضيضُها ** تُمَسّحُ حَوْلي بِالْبَقيعِ بَسالَها (مقدّم اللّحية)
يَقولونَ لي:يااحْلِفْ وَلَسْتُ بِحالِفٍ** أُخاتِلُهُمْ عَنْها لِكَيْما أَنالَها
فَفَرَّجْتُ هَمَّ النَّفْسِ عَلَيَّ بِحَلْفَةٍ ** كَما شَقّتِ الشّقْراءٌ عَنْها جَلالَها
جلال : كساء تلبسه الدواب .
- أما لبيد بن ربيعة والمكنّى بأبي عقيل ، فكان شاعرا وفارسا شجاعا ، عذب المنطق ، وهذا رأي ابن سلام ، روى أن عامل عمر سأله : ما أحدث من الشعر في الإسلام ؟ قال لبيد : " قد بدّلني الله الشّعر سورة البقرة وآل عمران ." فزاد عمر في عطائه ، فبلغ ألفين . ولكن زمن معاوية أحطّ منه .
إن مجموع الأبيات التي وردت لهذه الطبقة بلغت 25 بيتا . ففي مقياس المفاضلة أورد ابن سلام 3 أبيات لأوس بن مغراء ، كان هو والتابغة يتهاجيان ، فغلب فغلبَ النابغة ، أي غُلِّبَ . وفي نفس المقياس 4 أبيات لأخ الشماخ في رثاء عمر بن الخطاب ليؤكد ابن سلام أن أخاه مزرّد يشبهه في قرض الشعر .
11- الطبقة الرابعة من (ص 161 إلى 170 )
قال ابن سلام في هؤلاء الأربعة :
" وهم أربعة رهط فحول شعراء ، موضعهم مع الأوائل . وإنما أخلّ بهم قلة شعرهم بأيدي الرواة ."
وهم :
1- طرفة بن العبد … من بني ثعلبة
2- عبيد بن الأبرص… من بني خزيمة
3- علقمة بن عبدة … من تميم
4- عدّي بن زيد …أحد بني امرئ القيس هو من تميم ويسكن الحيرة .
النصوص من (ص 161 إلى 170)
- فبعد ذكر أنسابهم ، أعطي ابن سلام رأيه في شعر كل واحد منهم ، واستشهد ببعض الأبيات التي يراها من القصائد الحسان أو الجيدة ، أو ما سماها بالرّوائع والمبرّزات . ومما قال في طرفة أنه أشعر التاس بواحدة ، وهي قوله :
لِخَوْلَةَ أَطْلالٌ بِبَرْقَةَ ثَهْمَدِ ** وَقَفْتُ بِها أَبْكي وَأُبْكي إِلى الْغَدِ
- وفي عبيد الأبرص ، لم يعرف ابن سلام له إلا قوله : (نقله صاحب الأغاني)
أَقْفَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحوبُ ** فَالْقُطْبيّاتُ فَالذّنوبُ (أسماء مواضع ومياه)
- أما علقمة بن عبدة ، فسمي علقمة الفحل لمهانته امرئ القيس ، فحكمت له أم جندب زوجة امرئ القيس . فلمّا غلَّبَتْ عليه علقمة بقصيدته البائية طلّقها ، وخلف عليها علقمة .( التعليق للشارح ).
له ثلاثة روائع منها :
طَحا بِكَ قَلْبٌ في الْحِسانِ طَروبُ ** بِعيدِ الشّبابِ عَصْرَ مَشيبُ
- ولعدّي بن زيد أورد من روائعه الأربعة قوله :
لَيْسَ على المَنونِ بِباقٍ ** غَيْرُ وَجْهِ الْمُسَبَّحِ الْخَلاّقِ
12- الطبقة الخامسة من (ص 171 إلى 185)
أربعة رهط ،وفيما أتتبّع الكتاب قراءة وتفحّصا واستنتاجا حسب المقاييس النقدية الأساسية لأبن سلام ، إذ انتبهت إلى وقع كلمة تكررت بإفراط ، فتصفّحت كتاب "مختار الصّحاح " لأبي بكر بن عبد القادر الرّازي ، وهو مختصر في علم اللغة ، فوقفت على ما يلي :" رهط الرّجل ، قومه وقبيلته . والرهط هو ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة . قال الله تعالى : " وكان في المدينة تسعة رهط ." الجمع: أرهُط ، وأرهاط وأراهط ، وأراهيط ، وتبيّن أن استعمالها كان في محلّه لانعدام أي امرأة ضمن الطبقات العشر .
وأربعة الطبقة الخامسة هم :
- خداش بن زهير بن ربيعة …
- الأسود بن يعفر بن عبد السود …
- المخبّل أبو زيد بن ربيعة بن عوف بن أنف الناقة بن قريع
- تميم بن أبيّ بن مقبل …
- وفي رواية عمر بن العلاء قال عن خداش : " هو أشعر في قريحة الشعر من لبيد ، وأبى الناس إلاّ تقدمة لبيد ."كان يهجو قريشا ، ويقال أن السبب في ذلك قتل قريش لأبيه أيام الفِجار ." وفي هذا قال:
أبي فارس الضّيْحاءِ عمرو بن عامر**أبى الذّمَّ واخْتارَ الْوَفاءَ على الْغَدْرِ
فَيا أخَوَيْنا من أبـيـنا وَأُمّـنــا ** إلَيْكُمْ إلَيْكُمْ، لا سَبيلَ إلى جَسْرِ
والقصيدة من المجمهرات قالها في يوم شواحط .
الضّيْحاءُ : فرس عمرو بن عامر جدّ خداش .
أما أيّام الفِجار فهي كما وردت في التّعليق ، ومذكورة في العقد الفريد ، فهي خمسة أيام في أربعة سنين بين بني كنانة وقريش كلها ، وبين هوازن ، وكان فرسه يلعب دوره إلى جانب المعارك .وهذه الأيام شهدها النبي صلى الله عليه وسلم ، قال فيها : "كنت أنْبُلُ على أعمامي يوم الفِجار ، وأنا ابن أربع عشرة سنة ." أي كان يناول أعمامه النّبل .
وخداش هو الذي قال القصيدة المنصفة ، وهي القصيدة التي يمدح فيها الشاعر أعداءه ويذكر ما أوقعوا بقومه ، وما أوقع قومه بهم إنصافا وعدلا ، حيث قال :
فَأَبْلِغْ إِنْ عَرَضْتَ بِنا هِشاما ** وَعَبْدَ اللهِ أَبْلِغْ وَالْوَليدا
أي أخبر هؤلاء بما كان من أمرنا وهشام والوليد ابنا المغيرة .
إلى أن يقول :
فَعانَقنا الْكُماةَ وَعانَقونا ** عِراكَ النُّمْرِ واجَهَتِ الأُسودا
فَلَمْ أَرَ مِثْلَهُمْ هزموا وَفُلّوا** ولا كَذِيادِنا عُنْقاً مَجودا
الكُماةُ : الشّجعان . - فُلّوا : انهزموا - ذادَ الشّيء : رَدّه .
ذدناهم : أي رددناهم كما تردّ الإبل العطاش عن الماء ، وهي تقبل تقبل على الماء مصمّمةً .
- ومما تقدّم يلاحظ أن النّصوص التي أتى بها ابن سلام مختارة لما تمتاز به من الإدلاء النسبي والمفاخرة . فهي حجّة على صحّة النّسب .
- أما الأسود بن يعفر ، فيقول فيه ابن سلام رأيه : " …شاعرا فحلا ، كان يكثر التّنقّل في العرب، يجاورهم فيُذمّ ويحمَدُ … وله واحدة رائعة طويلة لاحقة بأجود الشّعر …" ، وهي :
نامَ الْخَلِيُّ وَما أُحِسُّ رُقادي ** وَالْهَمُّ مُحْتَضِرٌ لَدَيَّ وِسادي
ويذكر ابن سلام أربعة أبيات في مدح الحارث بن هشام الذي شارك في غزوة أحد ، وكان له فيها أثر ، ليدعّم قوله :" يذمّ ويحْمَدُ " ، وبذلك بيّن الأغراض التي طرقها وأحسن فيها ، مدعّما ذلك بخبر عن المفضّل حين قال : " له ثلاثون ومائة قصيدة " ليبين أن هذا الخبر مشكوك فيه لعدم وقوفه على هذه الكثرة ، وإن كان أصحاب الكوفة يروون له أكثر مما يرويه أصحابه أهل البصرة ، والذي هو منهم ، ويتعصّب لهم .
- أما المخبّل أبو زيد فيشهد له ابن سلام أنه من الفحول اعتمادا على قول الفرزدق :
وَهَبَ الْقَصائدَ لِيَ النّوابغُ إذْ مَضَوْا ** وأبو يَزيدَ وَذو الْقروح وَجَرْوَلُ
ويذكر الشارح أن النّوابغ هم : نابغة بني ذبيان ، ونابغة الجعدي ، ونابغة بني شيبان ، وذو القروح وهو امرؤ القيس بن حجر ، وجروا وهو الحطيئة.
- ومما سبق ، يمكن أن نخلص إلى أن ابن سلام وظف عند كل طبقة عددا من المقاييس النقدية ، أو الأساليب التحقيقية ، أو طرق المفاضلة للقول أنه اعتمد على من شهد لهذا الشاعر أو ذاك ممن عاصروه ، أو أتوا بعده راويا للأخبار أو الشعر بعد التحقيق في صحّتها للتّأكيد على أن الشاعر فحل مبينا الأغراض الشعرية التي أحسن السبك فيها، وأجزل القول . أما التنصيص على قلّة شعره أو كثرته ، فلينتهي إلى أنه بذلك أوضعه طبقته .
- وقد ينهج طريقة أخرى بإبداء رأيه في شعر شاعر دون ذكر هذا الشعر ، كأنه يترك للقارئ الرجوع إلى أشعاره للاستنباط والوقوف على ما انتهى إليه ، كما فعل مع المخيّل حيث قال : " للمخيّل شعر كثير جيّد ، هجاؤه الزبرقان وغيره ، وكان يمدح بني قريع ، ويذكر أيام سعد ، وشعره كثير " .
- ولابن سلام فنية أدبية نقدية يوظفها عند إبداء آرائه بعد المسح للشعر، ودراسته، وتحقيقه . فآراؤه ليست اعتباطية كما يتراءى لنا لأوّل وهلة ، فعندما نتتبّع استشهاداته ، ونقف على المقاربات التي استخدمها يزول الغموض . فالمادّة الخام في دراسته لا تخرج عن إحدى ثلاث : الشعر والرواية وليست أي رواية ، وآراء العلماء وغيرهم ممن عاصروا الشاعر أو جاءوا بعده .
- فعند تميم بن أبي مقبل يقول : " مجيد مُغلّب " أي أن هذه الجودة تفوقه جودة أخرى غُلِبَ فيها . ويورد بيتا في الهجاء لقيس بن عمر بن مالك .
إِذا اللهُ عادى أَهْلَ لُؤْمٍ ودِقّةٍ ** فَعادى بني الْعَجْلانِ رَهْطُ ابن مُقْبِلِ
وإن استعماله لهذه المفاضلة الدراسية (مقياس نقدي ) تشفع له أثناء " ترتيب " الشاعر في الطبقة الخامسة .
كما يورد خبرا : " كان ابن مقبل جافيا في الدين ، وكان في الإسلام يبكي أهل الجاهلية ويذكرها ، فقيل له : أتبكي أهل الجاهلية وأنت مسلم ؟ فقال :
وَما لي لا أبْكي الدّيار وَأهلَـها ** وَ قَدْ زارَها زُوّارُ عَكٍّ وَحِمْيَرا
وَجاءَ قَطا الأَحْبابِ مِنْ كُلِّ جانِبٍ ** فَوَقَّعَ في أَعْطانِنا ثُمَّ طَـيَّـرا
زوّار : يعني ملوك عكّ وحمير .
ومن الخبر الوارد يمكن استنتاج أمور عدّة باستنطاق واستقراء الخبر ذي الطّابع الكلّيّ أن الشاعر أسلم ، فهو من الشعراء المخضرمين ، عمّر طويلا ، ولا زال يفضّل حياة الجاهلية ، وأن الإسلام لم يوقف قريحته الشعرية ، ثمّ أن ملوك عك وحمير كانوا يقومون بجولات في المدن والأمصار … إلى غير ذلك . ولا عجب أن نستنتج أن دراسة القدامى وكتاباتهم كانت دراسات أكاديمية ، أي أننا نقف فيها على الآراء والنتائج ، ويستعصي على القارئ في أوّل وهلة التعرّف على الطرق والأساليب ، وكذا المعطيات المعتمدة للوصول إلى ما توصّلوا إليه إلاّ بالرّجوع إلى عملية الاستقراء والاستنباط للمادة ومن المادّة ، أي أن على القارئ الوقوف علىالكليات والعودة بالبحث والتنقيب للوقوف على الجزئيات المركبة للرجوع إلى نفس الكليات للاقتناع بها .
13- الطبقة السادسة من ( ص 187 إلى 192 )
قال ابن سلاّم : " هم أربعة رهط لكل واحد منهم واحدة " أي لكل واحد معلّقة .
وهم :
- عمرو بن كلتوم بن مالك …
- الحارث بن حلزة …
- عنترة بن شداد بن معاوية …
- سويد بن أبي كاهل …
فبعد ذكر أنسابهم نهج أسلوبا ، أو فلنقل منهجا جديدا للحكم على هذه الطبقة اعتمادا على مقياس الكثرة والجودة ، فيذكر لكل واحد أول مشهورته .
لعمرو بن كلتوم :
أَلا هُبّي بِصَحْنِكِ فاصْبحينا ** ولا تُبْقي خُمورَ الأنْدَرينا
للحارث بن حلزّة :
آذَنْتَنا بِبَـيْـنِها أَسْـماءُ ** رُبَّ ثـاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثّواءُ
وفي هذه المعلّقة ذكر الشّارح أن الأصمعي قال : إنّه قالها وهو يومئذ ابن 135 سنة .
ولعنترة بن شدّاد :
يا دارَ عَبْلَةَ بِالْجواءِ تَكَلَّمي ** وَعِمي صَباحاً دارَ عَبْلَةَ وَاسْلَمي
لسويد بن أبي كاهل :
بَسَطَتْ رابِعَةُ الْحَبْلِ لَـنـا ** فَمَدَدْنـا الْحَبْلَ مِنْهـا ما اتّسَعْ
والملاحظ هنا أن ابن سلام يكرر عبارتين هما : " وله شعر كثير " " وله سوى ذلك " عند تعليقه على كل شاعر ، وهذا التأكيد يبين بوضوح أنه يعطي أهمية كبيرة لكثرة الشعر إلى جانب الجودة .
14- الطبقة السابعة من (ص 193 إلى 196 )
يقول ابن سلام : " أربعة رهط محكمون مُقلّون ، وفي أشعارهم قلّة فذاك الذي أخّرهم ".
وهم :
- سلامة بن جندل …
- حُصين بن الحمام المُرّي …
- الْمُتلمّس وهو جرير بن عبد المسيح … خال طرفة
- المُسيّب بن علس بن عمرو بن قمامة … خال الأعشى
فبعد ذكر أنسابهم انتقل إلى توضيح الأسباب التي سمّي بها المتلمّس متلمّساً ، والمسيّب مسيّباً .
- فالأوّل لقوله :
فَهَذا أوانُ الْعَرْضُ حيِّ ذُبابُهُ ** زَنابيرُهُ وَالأَزْرَقُ الْمُتَلَمِّسُ
العرض : واد مربع باليمامة - حيِّ ذبابه : كثُرَ ذبابه – الأزرق نوع من الذّباب – المتلمّسُ : المُتطلّبُ الشّيء هنا وهناك .
قال الشارح : " هذا البيت سَخَرَ به بأصحاب اليمامة ، ويقال أيضا هجا به عمرو بن هند .
- فالثاني يقول عنه ابن سلاّم : " سمّي المسيّبُ حين أوْعد بني عامر بن ذُهْلٍ ، فقالت بنو ضبيعة: "قدْ سيّبْناكَ والقوم ". وأورد أبياتاً له في القعقاع ينفي عنه الكرم.
- أما حُصين بن الحمام وسلامة بن جندل فلم يذكر أشعارهم قط ، ولا يعرف لذلك سبب ، أهو لخُرْمٍ في المخطوطة ونسخة المدينة معاً ، أم لانعدام شعرهم وضياعه ؟
15- الطبقة الثامنة من (ص 198 إلى 219)
أربعة رهط ، وهم :
- عمرو بن قميئة …
- النّمر بن تولب بن أقيش …
- أوس بن غلفاء الهجيمي …
- عوف بن عطية الجزع …
فبعد ذكر أنسابهم ، أورد بن سلاّم أخباراً وأشعاراً لكلّ منهم بعد أن يبدي رأيه الخاصّ في شعرهم ، إمّا من حيث الفصاحة أو الجرأة . وللاختصار أقتصر على الأهم في محتوى النصوص ، ومن ذلك نصّ كتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لبني أقيس يدعوهم فيه للإسلام ويبيّن ما عليهم ، وتأكيد صدق رواة بني تولب لهذا الكتاب .
16-الطبقة التاسعة من ( ص 220 إلى 244)
رهط أربعة ، وهم :
- ضابئ بن الحارث بن أرطأة …
- سُوَيد بن كُراع العكْلي …
- الْحُوَيْدِرَةُ واسمه قطة بن محصن بن جرول …
- سُحيْم ، عبد بني الحسْحاس بن هند …
قال ابن سلاّم في الأول :
" كان ضابئ بَذِيّاً كثير الشّرّ بالمدينة ، صاحب صيْدٍ وكلْبٍ …" ومما روي من الأخبار أن دابّته وطئت صبيّا فقتلته فحبسه عثمان بعد أن اعتذر بضعف بصره . وصف فرسه قيار. وفي خبر ذيّل بشعر أنه رمى امرأة من المسلمينبكلب فحبسه عثمان ، وفي السجن حدّ حديدة يريد أن يغتال بها عثمان ،فضربه بالسياط وردّه السّجن ، وبقي حتى مات .
ولقد ذكر ابن سلاّم أخباراً لكل الشعراء الأربعة مع بعض شعرهم رآه جيّدا مبديا رأيه من حين لآخر فيه ، في الفخر والصّراع الدّائر بين القبائل ومما خصّه لعبد بن الحسحاس الذي قتل في عهد عمر لفحش شعره ، وتعاطيه الخمرة شعره بعد أن طلب منه عمر الإنشاد ليعطيه :
فَباتَ وِسادانا إلى عَلَجانَةٍ ** وَحِقْفٍ تَهاداهُ الرّياحُ تَهادِيا
وَهَبّتْ شَمالٌ آخِرَ اللّيْلِ قَرَّةٌ ** وَلا ثَوْبَ إلاّ دِرْعُها وَرِدائيا
فَما زالَ بُرْدي طَيّباً مِنْ ثِيابِها** إلى الْحَوْلِ حَتّى أَنْهَجَ الثّوْبَ بالِيا
17- الطبقة العاشرة من ( ص 245 إلى 265 )
أربعة رهط ، وهم :
- أميّة بن حُرثان بن الأسكر …
- حريث بن محفّظ
- الكُميت بن معروف بن الكميت بن ثعلبة …
- عمرو بن شأس بن أبي بُليّ ، واسمه عبيد …
بعد ذكر الأنساب جاء ابن سلاّم بأخبار وأشعار تبيّن سكناهم ( قبائلهم) وأبناءهم كما لأمية . وما تمثّل الحِجاجَ ( أي استدلّ) من شعر حريث في خطبته . أما الثالث فقد ذكر انتسابه إلى عائلة وقوم جلّهم شعراء ، وهم الكميتيّون ، فأورد بعضا من شعره ، فبيّن أنهم مخضرمون عاشوا في الجاهلية والإسلام ، وعمّروا طويلا .
18-الــخــلاصــة لــمــا تقــدّم
يعتبر كتاب " طبقات فحول الشعراء " من التصانيف ، وهو فنّ من فنون الكتابة المستحدثة في العصر العبّاسيّ ، فكان ابن سلاّم بكتابه هذا أوّل من أحكم التّبويب وبفنّية علمية .
لقد صنّف الشّعراء إلى عشر طبقات بكيقية حسابية اعتمد مقاييس ، ومبادئ المفاضلة ، ومنها :
1- كثرة شعر الشاعر .
2- تعدّد الأغراض .
3- الجودة مع تغليب الكثرة.
ورغم ضعف المقاييس النقدية التي اعتمدها ، فإنه يعتبر لدى الدّارسين لكتب الأدب القديم محقّقاً ناجحاً في مجال الأخبار والأشعار والأنساب ، وضع لبنة أساسية لمن بعده معتمدا على طرق منطقية تبتدئ بجمع المادّة ، والتفسير والتعليق والمقارنة، فامتازت كتابته بروح نقدية بإبدائه الأدلّة والشّواهد ، وسلوكه مسلك الجدل ، وبنمطية تعليمية تميّزت بالوضوح في الكلام والمعنى ، والاستطراد والتفصيل .
ففي مجال التّبويب ارتفع إلى مستوى فنّيّ محكم يستدلّ عليه نهجه التالي :
باب المقدّمة : طويلة يعرض فيها لمقاييس النقد المختلفة في عصره ، ويبيّن اتّجاهه وآراءه في نقد الشّعر ، وفي تصنيف كتابه ، و"تبويب " طبقاته . تعرّض للشّعر القديم كمدخل للحديث عن الشعر ، محاولا انتقاده من حيث وجوده وصحته وانتحاله، فتوصّل إلى ضرورة تخليص الصحيح من المنحول ، فوضع لذلك مبادئ اعتمدها لكون الشعر المرويّ المسموع فيه مفتعل وموضوع كثيران لذا رأى ضرورة الاعتماد على منهج واضح .
1- رفض الأخذ من الكتب .
2- الاعتماد على الرواية مع اسنادها إلى العلماء والعارفين .
وللوصول إلى الغاية يتوجّب الاعتماد على :
1- الذوق والفطرة .
2- الدّربة والممارسة ، أي التجربة .
3- المعرفة بخصائص الشعر .
بدأ في تحقيق الشعر بدءا من القديم ، فعرض ما وصلت من أخبار وحققها . اتّفق وخالف ، وعرض ما كان يدور من ضروب النقد اللغوي في البصرة والكوفة ، فاتّفق وعارض بإبداء تبريراته وحججه ، ونفس الشّيء فعله مع الفقهاء باعتبار أن للنّقّاد مواقف مختلفة حسب نزعاتهم ودرايتهم ، فللنحوي اتجاهه ، وللغوي اتجاهه، وللآخرين عصبيّاتهم القبلية والمذهبية .فخلص إلى أن الاحتكام وبدراية إلى خصائص الفنّ الشعري وأصوله يهدي إلى الرّأي الأرجح الصحيح .
الباب الثاني : ففيه صنّف ابن سلاّم الشعراء طبقات عشر ، في كل طبقة أربعة شعراء ، وفي المجموع عشرة أبواب داخلية .
عند كل طبقة : ذكر أسماء شعرائها وأنسابهم ، وفصّل بترتيب حديثه عن كل واحد بذكر أخبار ، وانتقادات ، وآراء غيره إلى جانب رأيه ، فتعرّض للفنّيات في الشعر ، فغلّب الجودة والكثرة . وهو أيضا لا يكتفي في قسمته الحسابية بذكر الطبقات بل يشير إلى الاضطراب في هذا الترتيب بإلحاق هذا لطبقة تقدّمت ، أو ذاك لطبقة أخرى توسّطت ، وهذا ما آخذه عنه بعض النّقاد لعدم التزامه المنهج الذي صرّح به في المقدّمة . فبعد التقسيم الكيفي الحسابي ( عشر طبقات) ينتقل ابن سلاّم إلى التقسيم المكاني ليورد أبوابا هي :
- باب لأصحاب المراثي = وهم أربعة شعراء .
- باب لشعراء المدينة = وهم خمسة .
- باب لشعراء مـكـة = وهم تسعة
- باب لشعراء الطائف = وهم خمسة .
- باب لشعراء البحرين = وهم أربعة .
- باب لشعراء يهود = وهم ثمانية .
- باب لشعراء اليمامة = لا يعرف شاعرا مذكورا .
وعند كل هذه الأبواب يقف ابن سلام متّبعاً نفس النهج في الترجمة والأخبار ، والنقد ، والتعرف على الأمور الفنية ليضيف عنصراً جديداً يتعلّق بالبيئة وتأثيرها في الشعراء وشعرهم ، (أهل المدينة والبدو ) ، وفي هذا يقول : " أهل القرى ألطف نظرا من أهل البدو ) .
- ففي باب شعراء الإسلام يذكر الطبقة الأولى بنفس الأسلوب والمنهج مع غزارة في الاستشهادات شعرا وأخبارا لينتهي السّفر الأول عند النص 708 ، وانتهاء بالصفحة 521 .
19-بعض الانتقادات
محمود مندور : يأخذ عليه الأسس التي وضعها للمفاضلة بين الشعراء ، وهي كثرة الشعر ، وتعدد الأغراض والجودة ، فيقول : " إن ابن سلاّم لم يتقدّم بالنّقد الفنّيّ إلى المام شيئا كبيراً ، وإن كان قد صدر في تحقيقه للنّصوص عن مذهب صحيح ، وحاول أن يُدخل في تاريخ الأدب العربي اتجاها نحو التفسير ، ومحاولة للتّبويب تقوم على أحكام فنّية . "
طه حسين : اعتمد على الكثير م، أسس ابن سلاّم ، خاصة تحرير النّصوص ، وتخليص الشعر من الدّخيل ، وصلة الشاعر لما يروى له . فهو يدين له بناء النّقد على الذّوق .
من الانتقادات الأخرى :
- عدم تعرّض ابن سلام للناحية الموسيقية .
- الاضطراب في ترتيب الشعراء إلى طبقات ، أي أن القسمة الحسابية لم تتّفق مع القسمة الفنّية .
- عدم استيفاء مفهوم السّرقة الشّعرية حقّها …إلى غير ذلك من المآخذ.
ورغم هذه الانتقادات والمآخذ يبقى كتاب " طبقات فحول الشعراء "لابن سلاّم مرجعا أساسيا لتاريخ الأدب بنصوصه " المحققة " ، وأوّل كتاب حاول أن يضع اللّبنات الأولى للنّقد المنهجيّ على أسس علميّة .
وفي كلّ ما تقدّم اعتمد ابن سلام في تصنيفه للشعراء عشر طبقات على العامل أو المقياس الزماني، فكان ملتزما بمنهجه الذي أعلن عنه في مقدّمة كتابه بحيث صرّح أكثر من مرّة أن هذا الالتزام ضيّع عليه فرصة تصنيف شعراء في غير الطبقة التي وُضعوا فيها ، وهذا ما دفعه للانتقال إلى نوع جديد في اهتماماته النقدية، فأعطى الأهمية للأغراض الفنية الشعرية ، واختار الرّثاء كغرض غالب لكونه يجمع بين مدح الميّت والثّناء عليه . وقد يدفع هذا بالشاعر إلى نوع من إثارة العاطفة للوصول إلى هدف معيّن هو الثّأر فيتوعّد بذلك على لسان القوم .
20- شعراء المراثي
قال ابن سلام : " وصيّرنا أصحاب المراثي طبقة بعد العشر طبقات ".
وهم :
- متيّم بن نويرة بن جمهرة …
- الخنساء بنت عمرو بن الحارث …
- أعشى باهلة وهو عامر بن الحارث بن رياح …
- كعب بن سعد بن عمرو …
ففي الأول قال : " المقدّم عندنا متمّم بن نويرة المكنّى أبا نهشل ". وكلمة مقدّم واضحة المعنى وتعني المفضّل والمرتّب في الدّرجة الأولى عن الآخرين . ورغم أنه يصنّف هؤلاء الشعراء الأربعة في طبقة ، لكنه لم يورد جملته التي كان يبتدئ بها عند كلّ طبقة " وهم أربعة رهط " ، وهذا إيحاء وتنبيه منه إلى أنه عدل عن القسمة الحسابية ، والتزام العدد أربعة .
انتقل ابن سلام إلى إيراد أخبار عنه تتعلّق برثائه لأخيه مالك بن نويرة الذي قتله خالد بن الوليد حين وجّهه أبو بكر إلى أهل الرّدّة . فبيّن في استطراد أن روايات وأخبارا شتى وردت في مالك يشكّ فيها إلا ما استقرّ عنه أن عمر أنكر قتله وقام على خالد فيه وأغلظ له ، وأن أبا بكر صفح عن خالد وقبل تأوّله . ومالك شاعر وفارس يقال له الجفول لأنه جفل وذهب بإبل الصّدقة التي ولاّه الرسول صلّى الله عليه وسلّم عليها ، وهي صدقات بني قومه بني يربوع . قالوا له لا تعجل بتفرقة ما في يديك فقال :
أَراني اللهُ بالنَّعَـمِ الْمُـنَـدّى ** بِبُرْقَةَ رَحْرَحانَ ، وقدْ أَرانيَ
وَقُلْتُ : خُذوا أمْوالَكُمْ غير خائفٍ ** وَلا ناظرٍ فيما يَجيءُ مِنَ الْغَدِ
فَإنْ قامَ بِالأمْرِ الْمُخَوّفِ قائِــمٌ ** مَنَعْنا وَقُلْنا : الدّينُ دينُ مُحَمّدِ
أورد ابن سلام قصّة قتل خالد لمالك ، والحوار الذي وقع بينهما ، وزواجه بامرأته أمّ تميم . زاد الأغاني أنه كان يقال: أنه لم ير أحسن من ساقيْها . أما تميم فبكى مالكا فأكثر وأجاد ، والمقدّمة منهن قوله ، ( رأي ابن سلام ) :
لأَعَمْري وَما دَهْري بِتَأْبينِ مالكٍ ** [ ولا جَزَعٍ ممّا أصابَ وَأَوْجَعا ]
الْعَجُزُ زيادةٌ من المفضّليات .
- الْخَنْساءُ :
بكت الخنساء أخويها صَخْراً ومعاويةَ . فالأوّل قتله بنو أسد ، والثاني بنو مرّة غطفان . أورد كلمتها في كل منهما :
ومن ذلك في صخر :
أَمِنْ حَدَثِ الأيّامِ عَيْنُكَ تَمْهُلُ ** وَتَبْكي على صَخْرٍ وفي الدّهرِ مَذْهَلُ
وفي معاوية :
أَلا ما لِعَيْـنِكَ ما لَـها ؟ ** لَقَـدْ أَخْضَلَ الدّمْعُ سِـرْبالَها
- أعشى باهلة :
رثى المنتشر بن وهب الباهلي قتيل بن الحارث بن وهب ، ومن كلمته أخذت :
فَإِنْ جَزَعْنا ، فَمِثْلُ الشّرّ أجْزعَنا ** وَإِنْ صَبَرْنا ، فَإنّا مَعْشَرٌ صُبرُ
إمّا سَلَكْتَ سَبيلاً كُنْتَ سالِكَـها ** فَاذْهَبْ فَلا يُبْعِدَنّكَ اللهُ مُنْتَشِرُ
كعب بن سعد الغنويّ
رثى أباه أبا المغوار بكلمة ( أورد منها ) :
فَلَوْ كانَتِ الموتى تِباعُ اشْتِريته ** بِما لَمْ تَكُنْ عَنْهُ النّفوسُ تَطيبُ
بِعَيْنَيَّ أوْ كِلْتا يَدَيَّ وَقيلَ لــي: ** هُوَ الْغانِمُ الْجَذْلانُ حينَ يَؤوبُ
إلى أن يقول :
فَقُلْتُ: ادْعُ أخْرى وَارْفَعِ الصّوْتَ دَعْوَةً ** لَعَلَّ أبا الْمِغْوارِ مِنْكَ قَريبُ
فبعد أن بيّن ابن سلاّم نسب الشاعر وما روي عنه من أخبار ، بين بما اشتهر في رثائه ، ولأيّ شخص فأورد من شعره ما يراه أجود .
20- شعراء القرى العربية
وانتقل ابن سلاّم إلى إعطاء الأهمية لأماكن حضرية في الجزيرة العربية ، فيختار خمسة أماكن لأهمّيتها دون شك في المجال الحضاري عامة ، والشعري خاصة ، وهي : المدينة ، ومكة ، والطائف، واليمامة ، والبحرين ( في المخطوطة كتبت طائف بدون تعريف ) . فبدأ بالمكان الخصب شعرا ،واختار شعراءها الفحول قائلا :" وأشعرهنّ قريةً المدينة ، شعراؤها الفُحولُ خمسةٌ : ثلاثة من الخزرج ، واثنان من الأوس ". وهنا لا بدّ من التّساؤل عن استعمال ابن سلاّم لكلمة ( قرية المدينة). فهل هو استعمال للدّلالة على واقع المدينة في مرحلة أو عصر ما ، أم استعمال مُشاعٌ فقط ؟
شعراء المدينة وقبائلهم :
1- حسّان بن ثابت من الخزرج من بني النّجّار( في المخطوطة بني نجار ) .
2- كعب بن مالك من بني سلمة .
3- عبد الله بن رواحة من الخزرج .
4-قيس بن الخطيم من الأوس ، من بني ظفر
5- - قيس بن السلت من بني عمرو بن عوف .
ورأي ابن سلام في هؤلاء أن أشعرهم حسّان بن ثابت ، حيث قال : " هو كثير الشّعر ، وقد حمل عليه ما لم يُحمل على أحد ، لمّا تعاضهت قريش واستتبّت ، ووضعوا عليه أشعارا كثيرة لا تُنقّى ".
تعاهضت واستتبّت : أي تناهشوا فرمى بعضهم البعض بالإفك والبهتان والشتيمة .
وهنا نجد ابن سلام لا زال يعطي الأهمية لكثرة الشعر ، غير أن الموضوع على حسّان كثير يصعب تلخيصه . ذكر أنسلبه وما كان لهم من شأن . فروى قصة قدوم الرسول صلّى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فتناولته قريش بالهجاء ، فأمر الرسول الكريم عبد الله بن رواحة أن يردّ عليهم فلم يُشف . فأمر كعب بن مالك فذكر الحرب، فدعا حسان فأبرع . وبين اختلاف الروايات ، فأورد من شعره الجيّد في مدح بني جفنة ، ومن الهجاء هجاؤه للحارث بن عوف . ومجمل القصة أن الحارث أتى الرسول (ص) مسلما ، فأرسل (ص) معه رجلا من الأنصار إلى قومه يدعوهم
إلى الإسلام فقتلوه ، ولم يستطع الحارث أن يدافع عنه فهجاه حسّان ، وجاء الحارث يعتذر إلى رسول الله (ص) .( من تاريخ ابن عساكر ).
من هجائه له :
وَأَمانَةُ الْمُرّيِّ حَيْثُ لَقيتَهُ ** مِثْلُ الزّجاجةِ صَدْعُها لَمْ يُجْبَرِ
وينهي كلامه عن حسان بقوله : " وأشعار حسّان وأحاديثه كثيرة ".
- في كعب بن زهير قال :
" شاعر مُجيد ".( قصد بذلك أنه أجاد في أشعار العرب ). ويأتي بأبيات في يوم أُحُد :
فَجِئْنا إلى مَوْجٍ مِنَ الْبَحْرِ وَسْطَهُ ** أحابيشُ ، مِنْهُمْ حاسِرٌ وَمُقَنَّعُ
ثَلاثَةُ آلافٍ وَ نَحْـنُ نَـصِـيّةٌ ** ثَلاثُ مِئَيْنَ إنْ كَثُرْنا وَ أَرْبَعُ
(3000 مقابل 700).
كما جاء بأشعار في أيام الخندق ، وفي رجوع الرسول من حنين ، وفي مسيره إلى الطائف ، وأخبار أخرى سواء منها ما قاله الرسول(ص) فيه ، وفي خبر نزول القرآن في حقّه لتخلّفه عن تبوك .
- وفي عبد الله بن رواحة قال :
" سيّدٌ في الجاهلية وعظيم القدر والمكانة عند الرسول (ص) " . وأورد شعرا قاله وهو يأخذ بزمام ناقته (ص) في عمرة القضاء ، قال :
خَلّوا بَني الْكُفّارِ عَنْ سَبيلِهِ ** خَلّوا ، فَكُلُّ الْخَيْرِ مَعْ رِسولِهِ
نَحْنُ ضَرَبْناكُمْ على تَأويلِهِ ** كَما ضَرَبْنـاكُمْ علـى تَنْزيلِهِ
ومن الأخبار التي جاء بها ما قاله لليهود في الْخَرْصِ ( أي تقدير ما على الشجر من الثمار بالظّنّ لا بالإحاطة )، وأخبار أخرى لها علاقة بمكانته عند الرسول (ص) وما أنشده .
- في أبي قيس بن الأسلت قال:
" هو شاعرٌ مُجيدٌ " . جاء له بشعر في حرب قومه والخزرج ، ومن ذلك:
قَدْ حَصّتِ الْبَيْضَةُ رَأْسي فَما ** أَطْعَمُ نَوْماً غَيْـرَ تَهْجاعِ
أَسْعى على جُلِّ بَني مالِـكٍ ** كُـلُّ امْرِئٍ في شأنِهِ ساعٍ
وهذا في الاستعداد للحرب . وأورد خبرا مفاده أنه أقبل يريد النبي (ص) فقال له عبد الله بن أبي : خِفْتَ واللهِ سُيوفَ الْخَزرج . قال : لا جَرَمَ [والله] لا أسلم حَوْلا . فماتَ في الْحولِ .
- في قيس بن الخطيم قال :
" شاعر ، فمن الناس من يفضّله على حسّان شعراً ، ولا أقول ذلك ".أورد له خمسة عشر بيتا من ثلاثة قصائد ، ومن ذلك :
أَتَعْرِفُ رَسْماً كَاطّرادِ الْمَذاهِبِ ** لِعَمْرَةَ قَفْراً غَيْرَ مَوْقِفِ راكِبِ
وسرد قصّته مع النّبيّ (ص) ، ومفادها أنه بقي على شركه وأسلمت امرأته ، وكان يقال لها حوّاء ، فكان يصدّها عن الإسلام ، ويعبث بها . يأتيها وهي ساجدة فيقبلها على رأسها . فلما وصل الخبر الرسول (ص) وهو لا زال بمكة قبل الهجرة ، فالتقى به في الموسم ، فرحّب به وعظّمه ، فطلب النبي (ص) منه أن لا يتعرّض لها ، فقال: نعم ، وكرامةً يا أبا القاسم .
شعراء مكـة :
وهم :
1 - عبد الله بن الزعبري بن قيس ــ أسلم ومدح الرسول .عاش زمن عمر مكفوفا .
2 – أبو طالب بن عبد المطلب ــ شارك في دار الندوة ، وقال شعرا في الفجار ، ومن أروع قصائده ما كان في مدح الرسول (ص) .
3 – الزبير بن عبد المطلب ــ شعره قليل .ناقش خطأ في القافية .
4- أبو سفيان بن الحارث ــ له شعر قاله في الجاهلية ، ولم يصل منه إلا القليل. وله شعر في أحد .
5-مسافر بن أبي عمرو بن أمية ــ يروي الناس قوله لحسان. نحل منه لحسان.
6-ضرار بن الخطاب الفهريــ دافعت عنه أم عيلان هي وبناتها في قتال(شعر)
7- أبو عزة الجمعي ،اسمه عمرو بن عبد الله ــ أطلقه الرسول (ص) بعد أن أسر في أحد ، وبعد أن وعده أنه لا يعين عليه بالشعر ، لكن قتله بعد أن خدعه (شعر).
8- عبد الله بن حذافة السّهمي ــ الممزّق ، لم يذكر له شيئا .
9- هبيرة بن أبي وهب بن عامر ــ من رجال قريش ، وأشدّ عداء للرسول (ص). له شعر في أحد.
شعـراء الطّـائف
قال ابن سلام:
" وبالطائف شعر وليس بالكثير ، وإنما كان يكثر الشعر بالحروب التي نكون بين الأحياء نحو حرب الأوس والخزرج ، أو قوم يغيرون ويغار عليهم . والذي قلّل شعر قريش أنه لم يكن بينهم نائرة ، ولم يحاربوا . وذلك الذي قلّل شعر عمّان ، وأهل الطائف من طرف ، ومع ذلك كان فيهم ".
من الشعراء :
1- أبو الصّلت بن أبي ربيعة ـ مدح فارس .
2- ابنه أميّة بن أبي الصّلت ـ ذكر الملائكة والسماوات والأرض . له علم بالكتاب ، وأخبار الدّيانات ، وهو أشعرهم .
3- أبو مجن عمر و الثقفي ـ شاعر وشريف .غلب عليه الشراب ، فضرب وحبس (له قصة في ذلك ) .
4- غيلان بن سلمة ـ أورد له خبر تطليق زوجاته وتوزيع ماله على أولاده ، فأرغمه عمر على إرجاعهن ، ولم يذكر له شعرا .
5- كنانة بن عبد بابيل ـ لم يذكر ابن سلام من شعره ولا خبره .
شعـراء البـحريـن
يقول ابن سلام :
" وفي البحرين شعر كثير جيّد وفصاحة " . ومنهم :
1- المثقّب ، وهو عائذ بن محصن …سمّي بالمثقب العبدي لقوله :
رَدَدْنَ تَحِيّةً وَكَنَنَّ أُخْرى ** وَثَقَّبْنَ الْوَصاوِصَ لِلْعُيونِ
الْوَصائص : ثقب في السّتر .
2- المُمزّق العبدي ، وهو شأس بن نهار بن أسود . سمّي بالممزّق لقوله ك
فَإنْ كُنْتُ مَأكولاً فَكُنْ خَيْرَ آكِلِ ** وَإلاّ فادْرِكْني وَلَمّا أُمَزّقِ
3- المفضّل بن معشر
قال فيه ابن سلام " فضّلته قصيدته التي يقال لها " المُنصفة" "، ومنها :
ألَمْ تَرَ أنّ جيرَتَنا اسْتَقَلّوا ** فَنِيّتُنا وَنِيّتُهُمْ فريقُ
وأورد له أبياتا اختُلِف قي قائلها لعدم وجود اسم الشاعر لخُرمٍ في المخطوطة .
شعراء اليمامة
يقول ابن سلاّم : " وَلا أعرف باليَمامة شاعراً مذكوراً ".
شعراء يـهود
يقول ابن سلاّم : " وفي يهود المدينة وأكنافها شعر جيّد " . ومنهم :
1- السموأل بن عاديا ، وهو من تيماء .وهو الذي كان استودعه امرؤ القيس سلاحه فلما ذهب الحارث بن أبي شمر يطلبه رفض ، واغلق الحصن .فأخذ له ابنا خارجا من القصر ، فقال له : إمّا أن تؤدّي إليّ السّلاح ، وإمّا أن أقتله ،فقال : اقتله فلن أؤدّيها ، فلم يفعل ، فضرب به الأعشى المثل فقال :
كُنْ كَالسّمَوْألِ إذْ طافَ الْهُمامُ به ** في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللّيْلِ جَرّارِ
وأورد له شعراً .
2- الرّبيع بن الحقيق . وهو من بني النّضير .فهو القائل:
سائِلْ بِنا خابِرَ انكفائنا ** وَالْعِلْمُ قَدْ يُلْقى لَدى السّائِلُ
3- كعب بن الأشرف . وهو من طيّ ، وأمّه من بني النّضير . بكى قتل بدر ، وشبّب بنساء رسول الله (ص) ، فأمر الرسول (ص) محمد بن سلمة ورهطا معه من الأنصار بقتله فقتلوه . أورد له شعرا في الافتخار بخاله .
4- شريح بن عمران . أورد له شعرا ، ومنه :
أخِِ الْكِرامَ إنِ اسْتطَعْـ تَ إلى إخائِهم سبيلا
واشْرَبْ بِكَأسِهِمُ وَ إنْ ** شَرِبوا بها السُّمَّ الثّميلا
إلى أن يقول :
إِنّ الْكَريمَ إذا تــؤا خيهِ وَجَدْتَ لَهُ فُضولا
5- سَعْيَةُ بن الْعَريص . أورد له شعراً ، ومنه :
لا تَبْعَدَنَّ فَكُلُّ حَـيٍّ هالِـكٌ ** لا بُدَّ مِنْ تَلَفٍ ، فَبِنْ بِفَلاحِ
إنَّ امْرأ أَمِنَ الْحَوادِثَ جاهِلاً ** وَرَجا الْخُلودَ كَغاربٍ بِأَقْداحِ
وَلَقَدْ أَخَذْتُ الْحَقَّ غَيْرُ مُخاصِمٍ ** وَلَقَدْ دَفَعْتُ الضيمَ غير ملاحِ
6- أبو قيس بن رفاعة ، أورد له شعرا ، ومنه :
أَلينُ لَهُمْ ، وَأَفْديهمْ بِنَفْسي ** مُقارَشَةَ الرّماحِ إذا لَقيتُ
7- أبو الذّيال ، وله شهر منه :
هَلْ تَعْرِفُ الدّارَ خَفَّ ساكِنُها ** بالْحِجْرِ فَالْمُسْتَوى إلى الثّمَدِ ؟
إلى أن يقول :
فَلا تَلومَنّني على خُلُـقـي ** واقْنَيْ حَياءَ الْكَريمِ واقْتَصِدي
درهم بن زيد ، وهنا ورد اختلاف في الاسم . ومن شعره :
وَأُدْلِجُ بالْقَوْمِ شَطْرَ الْمُلـو كِ حتّى إذا خَفَقَ الْمُجْدَحُ
أَمَرْتُ صِحابي لِكَيْ يَنْزِلوا ** فَناموا قليلا وَقَدْ أَصْبَحوا
أَجَدّوا سِراعاً فَأفْضى بِهِمْ ** سَرابٌ بِدَوِيّةٍ أَفْـيَــحُ
ومن خلال ما ذهب إليه ابن سلام في اختيار شعراء يهود نلاحظ أن هذه العملية الاختيارية تطبع بطابع ديني عقائدي ، وهو أيضا اعتراف بالتعايش السلمي الذي كان يعقد في معاهدات مع المسلمين من حين لآخر . كما أنه توضيح لكون القرض لم يكن للمسلمين والجاهليين وحدهم .
ومن خلال ما أورده ابن سلام من أبيات شعرية مختارة يتّضح أنه أراد أن يطلعنا على الأغراض التي طرقوها لمعرفة ما يميّزهم عن الآخرين من بخل ، ومكر ، ووفاء ، وحبّ للثّراء …وغيرها .
فكان ابن سلام في كلّ ما سبق ، همة ومبادرة قيمة ومتنوعة وضع أصابع الدّرس على كلّ من الشعر صحيحه ومنقوله . ووظف عددا من المقاييس النقدية التصنيفية، وهي :
- التصنيف الحسابي الزماني .
- التصنيف المكاني .
- التصنيف الغرضي الفني .
- التصنيف العقائدي .
إلى جانب الأحكام والآراء الشخصية النّيّرة في الشعر والشّعراء .