نقل محمد صغور، رئيس أكاديمية المجتمع المدني الجزائري بفرنسا، لـ”الفجر”، أن الجالية الجزائرية أصبحت تعيش تضييقا وتعسفا من تصرفات الأمن الفرنسي تجاهها ولاسيما خلال 48 ساعة الأخيرة، خاصة بليل، باريس وتولوز، وذلك على خلفية قضية الشاب مراح المنفذ المفترض لعملية تولوز. وفي نفس السياق كشف خال مراح عن مساعٍ لنقل جثمان هذا الأخير لدفنه بولاية المدية غرب العاصمة الجزائر.
أفاد الحقوقي محمد صغور في اتصال هاتفي مع “الفجر”، من العاصمة الفرنسية باريس، أنه ومنذ حادثة تولوز الشهيرة التي استعملها ساركوزي كوقود لحملته الانتخابية للبقاء على رأس الإليزيه أصبحت الجالية الجزائرية عرضة للعنف المعنوي من طرف الأمن الفرنسي، خاصة في الأماكن العمومية كوسائل النقل والشوارع الرئيسية وأعطى مثالا بما حدث أمس بكل من ليل وتولوز وباريس من خلال حملة التوقيفات التي استهدفت الجزائريين، منهم طلاب الجامعة وموظفون في سلك الصحة. وقال المتحدث أن أمن مدينة ليل وتولوز أوقف جزائريين اثنين وتم حجزهما لمدة ساعات بمركز الشرطة دون أدنى اعتبار للقانون الداخلي الفرنسي. وفي نفس السياق قال محدثنا إن الشرطة الفرنسية رفعت من حدة الحملات على شوارع الجزائريين بباريس، وذلك منذ حادثة تولوز وإعلان أن محمد مراح من أصول جزائرية منفذ مفترض لهذه العملية المدبرة التي استهدفت الجالية اليهودية.
موازة مع ذلك صرح جمال عزيري، شقيق زليخة عزيري والدة محمد مراح، لوكالة الأنباء الفرنسية، بأن “والديه متفقين على نقل الجثمان إلى الجزائر لدفنه في مسقط رأس والديه بالمدية”، مضيفا “بدأنا الإجراءات فعلا في فرنسا لنقل الجثمان إلى الجزائر”. وحسب نفس المصدر يقيم والد محمد مراح بموزاية بولاية البليدة، حيث يملك ورشة لبيع مواد البناء.
وفي السياق ذاته، كشف أمس عبد اللطيف ملوكي، عضو مكتب المجلس التمثيلي للديانة الإسلامية بمنطقة ميدي-بيرينيه في فرنسا، أن جثمان محمد مراح قد يدفن في الجزائر، بعدما تم استشارة المجلس الإسلامي والقنصلية الجزائرية التي رفضت وذلك خشية تعرض المقبرة التي قد يدفن فيها بفرنسا إلى عمليات انتقام.
ونقلت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية على لسان ملوكي قوله إنه “في حالة ما إذا تم دفن الجثمان في الأراضي الفرنسية قد يرغب البعض في الانتقام منه كما قد يعتبر البعض الآخر القبر مكانا للزيارة والحج إليه وهو الأمر الذي يهدد بتصاعد التوتر”، وأشار إلى أن المسلمين لا يرغبون في دفع ثمن جرائم مراح على حد قوله. وأضاف ملوكي أنه تمت استشارة المجلس الإسلامى حول هذا الموضوع، موضحا أنه يمكن أن يتم نقل جثمان “مراح” إلى الجزائر ودفنه هناك باعتبار الجزائر البلد الأم للمتهم الذي ولد في عام 1988 بمدينة تولوز بجنوبي البلاد.
وأضافت “لوباريزيان” أن القنصلية الجزائرية في تولوز رفضت هذا الأمر وأوضحت من جهة أخرى أن أطرافا اقترحت على عائلة مراح دفنه في الجزائر “غير أن العائلة لم تردّ حتى الآن”، على حد قول الجريدة الفرنسية.