الجزائر.. قِبلة الباحثين عن «الحل الأمني» لـ «غول» الإرهاب
تركض، مؤخرا، العديد من الدول التي تعرف انفلاتا وتوترا أمنيا داخليا لاستنساخ تجربة الجيش الوطني الشعبي في مكافحة الإرهاب، ما حوّل الجزائر في الشهور الأخيرة إلى قبلة الباحثين عن الحلّ الأمني لاستئصال ظاهرة الإرهاب، بعد أن شكّلت في سنوات السبعينات قِبلة حركات التحرّر.
عرفت الجزائر في المدّة الأخيرة إنزالا غير مسبوق وتقرّب لافتا من قبل عدّة دول يجتاحها الإرهاب، سعيا منها إلى الاستفادة من التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب، وإن كانت الجزائر قد فتحت أبواب مؤسستها الأمنية أمام دول كتونس وليبيا، من أجل تدريب عناصر من الدرك بالنسبة إلى الأولى، وعناصر من الشرطة والجيش بالنسبة إلى الثانية متخصّصة في التّصدي للإرهاب، فيما أعربت العراق عن نيتها من أجل إيفاد عناصر من قوات أمنها للتدرب في الجزائر، فإنّ الدور الجزائري في الحلّ الأمني الذي تبحث عليه دول كتونس ليبيا، مصر، سوريا ومالي، بات أكثر من محوري، وبدأت بالفعل أولى بذرات استنساخ تجربة الجيش الوطني الشعبي في مكافحة الإرهاب بهاته الدّول تبرز، دون حديث عن تطوّر الدعم اللوجستي الجزائري لتونس، على خلاف باقي الدول المنهكة من الإرهاب إلى دعم مالي، بالموازاة مع دعم لوجستي مرتبط بالحلّ الأمني، أين عاد رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة إلى بلده من زيارته الأخيرة للجزائر، محمّلا بمساعدات مالية بلغت ربع مليار دولار، كمساعدة من الجزائر في إعادة إعمار تونس المنهارة بسبب الأزمة الأمنية، وتهديد الجماعات الإرهابية الناشئة، وإن كانت بلدان كتونس، مصر وسوريا التي تنهل الآن من التجربة الأمنية الجزائرية في مكافحة الإرهاب تتقاطع فيها بعض مشاهد الإرهاب بها مع عدّة فصول من مسلسل الإرهاب في التسعينات، فإنّ التجربة الأمنية الجزائرية جعلت الاتحاد الإفريقي يدعوا إلى تطبيق تجربة الجيش الوطني الشعبي في مالي لشلّ خطر الحركات المسلّحة، وكان الممثل الخاص للاتحاد الإفريقي المكلف بالتعاون في مكافحة الإرهاب، ومدير المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب فرانسيسكو مادير، قد صرّح أن التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب يمكن تطبيقها في مالي، وقال «الجزائر تلعب دورا محوريا في تسوية الأزمة، بحيث يمكن تطبيق تجربتها في مجال مكافحة الإرهاب في مالي»، مشيرا إلى أنّ إستراتيجية الجزائر للقضاء على العناصر الإرهابية المتمثّلة في العمل مع السكان بشكل وطيد هي مربط الفرس في دحر الإرهاب، وهو تجربة شرعت بالفعل في استنساخه العراق وسوريا، أين ظهرت بالأنبار العراقية تجربة «الصحوة» أو ما يقابلها في الجزائر «قوات الدفاع الذاتي»، و»الصحوة» التي بلغ عدد عناصرها في 2008 نحو 100 ألف عنصر، إذ ألحقت هزائم بالحركات المسلحة والإرهابية بالعراق، وعلى رأسها ما يسمى «دولة العراق الإسلامية»، أما في سوريا فزيادة عن قوات الدفاع الذاتي، وتجربة المصالحة الوطنية التي استحدثت لها خصيصا وزارة المصالحة الوطنية السورية تمكّن الجيش السوري في استنساخ للتجربة الجزائرية في تفكيك الجماعات الإرهابية واختراق «الجيا»، من اختراق التنظيم الإرهابي «داعش»، ما مكّنه من توجيه ضربات موجعة للتنظيم...