من وحي العيد بقلم: ملك البيان محمّد البشير الإبراهيمي طيّب الله ثراه
النفوس حزينة، و اليوم يوم الزينة، فماذا نصنع ؟
إخواننا مشرّدون، فهل نحن من الرحمة و العطف مجرّدون ؟
تتقاضانا العادة أن نفرح في العيد و نبتهج، و أن نتبادل التهاني، و أن نطرح الهموم، وأن نتهادى البشائر.
و تتقاضانا فلسطين أن نحزن لمحنتها و نغتمّ، و نُعنى بقضيتنا و نهتم.
و يتقاضانا إخواننا المشردون في الفيافي، أبدانهم للسوافي، و أشلاؤهم للعوافي، و أن لا ننعم حتى ينعموا، و أن لا نطعم حتى يطعموا.
ليت شعري ! ... هل أتى عبّاد الفلس و الطين، ما حل ببني أبيهم في فلسطين؟
أيها العرب، لا عيد، حتى تنفذوا في صهيون الوعيد، و تنجزوا لفلسطين المواعيد، و لا نحر، حتى تقذفوا بصهيون في البحر.
و لا أضحى، حتى يظمأ صهيون في أرض فلسطين و يضحى.
أيها العرب: حرام أن تنعموا و إخوانكم بؤساء، و حرام أن تطعموا و إخوانكم جياع، و حرام أن تطمئنّ بكم المضاجع و إخوانكم يفترشون الغبراء.
أيها المسلمون: افهموا ما في هذا العيد من رموز الفداء و التضحية و المعاناة، لا ما فيه من معاني الزينة و الدعة و المطاعم، ذاك حق الله على الروح، و هذا حق الجسد عليكم.
إن بين جنبي ألما يتنزّى، و إن بين جوانحي نارا تتلظّى، و إن بين أناملي قلما سُمته أن يجري فجمح، و أن يسمح فما سمح، و إن في ذهني معاني أنحى عليها الهم فتهافتت، و إن على لساني كلمات حبسها الغم فتخافتت.
و لو أن قومي أنطقتني رماحهم **** نطقت و لكن الرماح أجرتِ