شركة سوناطراك تراوغ الأوروبيّين و الخليجيين لرفع سعر الغاز بـ10 بالمائة
مجمع سوناطراك الجزائري |
شرعت المجموعة النفطية الجزائرية سوناطراك في التفاوض مع دول عدة من جنوب أوروبا الشرقية لتموينها بالغاز خلال موسم الشتاء المقبل في إطار عقود متوسّطة وقصيرة المدى كبديل لمجمّع غازبروم الروسي وأنبوب نورد ستريم˜، كما ينتظر أن تسفر هذه المفاوضات عن رفع سعر الغاز بـ10 بالمائة، مقارنة مع الموسم الماضي، خاصة وأنها تحصّلت على موافقة مبدئية لعدد من الدول.
وحسبما أكّدته مصادر مطلعة من سوناطراك، باشر المجمع الجزائري إجراءات حاسمة للبحث عن أسواق جديدة للغاز المسال من خلال اصطياد زبائن جدد لموسم الشتاء المقبل بداية من شهر جويلية الجاري، ويرتقب أن تشهد أسعار الغاز ارتفاعا بـ10 بالمائة على الأقل نتيجة استمرار أزمة القرم واضطرابات التموين في روسيا، وطبقا لذات المصادر يتّجه المجمّع الجزائري بمخطط تسويقي مفصّل نحو دول شرق أوروبا الجنوبية التي يرجّح أن تتخلّى عن الممون الروسي، خاصة بعد العملية التي استهدفت أنبوب الغاز شهر جوان الماضي، والتي تجعل من روسيا ممونا غير مضمون ومعرّضا لوقف صادراته في أي لحظة.
وأضاف المصدر الذي أوردنا بالخبر أن تداعيات الأزمة الروسية بدأت تطفو وتنعكس على سوق الغاز في الجزائر، حيث سيساهم تراجع صادرات شركة غازبروم وتقلّص عدد زبائنها جديا في إنعاش مبيعات المجمع الجزائري سوناطراك الذي ارتفعت نسبيا عائداته سنة 2014 حسب الأرقام التي قدّمها بنك الجزائر، في الوقت الذي من المنتظر أن تشهد انتعاشا أكبر خلال سنة 2015، وتحديدا بداية من فصل الشتاء المقبل، كما أكدت ذات المصادر أن مشروع غالسي الذي يربط الجزائر وروما بالغاز والذي تمّ تجميده رسميا منذ أزيد من سنة سيشهد دفعا جديدا، ومن المنتظر أن يعود للواجهة سنة 2015، خاصة وأن الأوضاع في روسيا غير مطمئنة، كما أن النرويج لوحدها عاجزة عن تموين كل أوروبا الشرقية والغربية. وحسب التقارير التي تلقّتها سوناطراك، سيشهد وسط وجنوب شرق أوروبا ارتفاع أسعار الغاز ونقص الإمكانات هذا الشتاء، كما أن استمرار الأزمة لفترة طويلة بين روسيا وأوكرانيا يزيد من مخاوف التوريد الإقليمية،خاصة وأن حكومات هذه الدولتحصّل على معظم أو كل الغاز من روسيا عبر أوكرانيا، وهو ما جعلها تسعى الآن جاهدة لملء صهاريج التخزين وترتيب مصادر إمدادات بديلة للتحضير لموسم التدفئة في فصل الشتاء. وأوضح ذات التقرير أنّ قرار غازبروم بقطع تموين الغاز عن أوكرانيا بسبب النزاع القائم بشأن الفواتير غير المسدّدة، أثار مخاوف من تعطل الإمدادات إلى بقية أوروباإذا ما واصلت أوكرانيا إرسال الغاز إلى الاتحاد الأوروبي في إطار التزامات العبور إليها مع روسيا والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وسبق وأن أعلنت أوروبا الغربية أنها مستعدة جيدا للتعامل مع انقطاع تدفق الغاز الروسي من خلال السعي إلى الوصول لإمدادات بديلة مثل النرويج والجزائر أو اللّجوء إلى واردات الغاز الطبيعي المسال،في حين أن بلدانوسط وجنوب شرق أوروبا لا زالت تفاوض لحد الساعة، حيث أعاد هذا النزاع ذكريات 2006 و2009 عندما دفعت هذه الأخيرة خلاف تسعيرات روسيا بقطع شحنات على طول خط أنابيب أوكرانيا، وترك مئات الآلاف من المنازل والمحال التجارية دون غاز في موسم انخفاض درجات الحرارة.
وتجدر الإشارة إلى أن المجمّع الجزائري سوناطراك باشر إجراءات صارمة منذ فترة للبحث عن أسواق جديدة وبأسعار عادلة للغاز، بعدما عرفت هذه الأخيرة انخفاضا ملحوظا خلال سنتي 2013 و2014.