"الواسطة" فيروس اجتماعي خطير
لقد تفشت ظاهرة الواسطة في مجتمعنا وباتت تهدد بانقراض المواهب والكفاءات وظهرت شبكة من العلاقات المتشعبة ماديا ذو نفوذ وسلطة تقوم بدفع من لا يستحق على حساب الآخرين، وصارت الكفاءة والعدالة الاجتماعية مفاهيم بالية لا تتناسب مع قانون "الواسطة والمحسوبية "وهاته الاخيرة باتت تفرض نفسها على الناس، ولا يجد المجتمع مفراً من التعامل معها، فالبعض منهم يذمونها والبعض الاخر يفرحون بها لاعتبارها احد مظاهر الوجاهة الاجتماعية وربما السر في استمرارية هذه الظاهرة أنها قد تحولت إلى ثقافة، وأصبح الناس يألفونها ويتوقعونها عند كل موقف يتطلب قضاء حاجة لدى القطاعين العام والخاصان انتشار هاته الظاهرة السريع في مجتمعنا ولد ولا زال يولد الكثير من الاثار السلبية كما اشارت اليه بعض الدراسات التي اكدت ان الاثار الاجتماعية لهذا الفيروس هو تعطيل مبدأ تكافؤ الفرص، وإعاقة تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع، مما يولد الشعور بالظلم بين الناس لسلب حقوقهم وإعطائها لمن لا يستحقون،و هذا ما يؤدي إلى فقدان الناس الثقة بالقيم والمثل الاجتماعية كالاجتهاد، والمثابرة والإخلاص والتحصيل العلمي والاعتماد على النفس، وهذا بدوره قد يعطل الإنتاجية في المجتمع.
وأصبح البحث عن دفتر التليفون والسؤال عن المعارف التصرف الطبيعي للكثير من الناس إن لم يكن الكل، حتى في الإجراءات البسيطة التي لا تستدعي الواسطة، فبات هناك ثقافة مجتمعية ترسخ أهمية الواسطة.
وبكل مرارة تحدثت الطالبة ج خ عن معاناتها فهي احدى ضحايا هاته الظاهرة فقد تعرضت للظلم من قبل اداتها كونها طالبة جامعية منذ 6 سنين ولم تتحصل على شهادة تخرجها ليومنا هذا فقط لانها طالبت حقوقها بلسانها وليس بالسنة الواسطة
اما محمد.ل الذي يمتلك لكل المؤهلات فشهاداته تكفي لان تستقبله اي مؤسسة لكن للاسف فنحن الان في زمن الواسطة ومن يعتر الان بالشهادة والمؤهلات
هي اذن شواهد عيان وما لم يذكر اعظم على سلب هاته الظاهرة لحقوقهم مقاعد ومناصب كانت من المفروض من نصيبهم ...حكايات تنقل لنا واقع مجتمعنا المخيف تجول بين ازقته الواسطة الفيروس الخطير فيا ترى الا من نرجع انتشار هاته الاخيرة بين افراد مجتمعنا ؟ ومن الملام هل هم اصحاب العلاقات المتشبعة ذوي المناصب المرموقة ؟ ام هو المواطن البسيط الذي اعتمد عليها لقضاء حاجياته؟