Feat

Searching...

رجال "الطوارق" لا يكشفون وجوههم!

يناير 11, 2015

رجال "الطوارق" لا يكشفون وجوههم! 


الطوارق هم مجموعة كبيرة من البدو تعيش في الصحراء الكبرى، وتنتشر في ليبيا 
والجزائر ومالي والنيجر وبوركينا فاسو، ويصل عددهم إلى نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص. تقترب ملامح الطوارق من ملامح البدو العرب، فهم ذوو بشرة تميل إلى اللون الأبيض، واختلف الباحثون في سبب تسميتهم بهذا الاسم، فهناك من يرى أنهم ينتمون إلى القائد طارق بن زياد، وينسبهم البعض الآخر إلى  وادي "تاركة" في منطقة فزان بليبيا، وهو ما يذكره سيدي أحمد ولد أحمد سالم  في مقال له عن الطوارق على موقع الجزيرة نت، أما موسوعة ويكييديا فتذكر أن الاسم مشتق من الكلمة الأمازيغية Targa وتعني "الساقية" أو "منبع الماء"، وتدل الموسوعة على ذلك بأنه من الثابت علميا  أن منطقة الصحراء الكبرى الأمازيغية كانت خصبة تتوفر على الماء.

يطلق على الطوارق "رجال الصحراء الزرق" لأنهم يلبسون الملابس الزرقاء ويغطون 
وجوههم ولا يكشفون منها سوى العيون، فهم رجال ملثمون، والتفسير المقبول لارتداء هذا الزي هو طبيعة البيئة الصحراوية، فاللون الأزرق يحمي الملابس من ظهور أتربة الصحراء المائلة للون الأصفر عليها، لذا يكون هذا اللون أكثرمناسبة من اللون الأبيض الذي يتغير لونه بسبب الغبار، وربما للسبب نفسه يغطون وجوههم باللثام حماية لصدورهم من استنشاق الأتربة. يذكر ولد أحمد سالم أنه "يغلب على الطارقي وضع لثام يبلغ طوله أحيانا أربعة أو خمسة أمتار. ويلازم اللثام الرجل الطارقي في الحل والترحال ويلفه بإحكام على جميع وجهه حتى لا يظهر سوى العينين. ولا يرفع الطارقي لثامه ولو عند تناول الطعام، وغالبا ما يكون من القماش الأسود" وهناك من يرى أن إظهار الفم 
للآخرين عيب على الرجل. أما النساء فيكشفن وجوههن، ويعرف مجتمع الطوارق بأنه مجتمع أمومي تمتلك فيه المرأة خاصية الاستقلال، إضافة إلى أنها تقوم بجميع الأعمال، ومن حقها أن تتقدم لطلب الزواج من الرجل الذي تريده.
هذالا يعني أن رجال الطوارق خانعون، وإنما تقوم النساء بإدارة شئون المجتمع، على حين يقوم الرجال بالرعي، كما أنهم مقاتلون أشداء يتغلبون على خصومهم، وقد تصدى الطوارق للفرنسيين أثناء احتلالهم الجزائر، وفي تقرير كتبته لينداهيرد بعنوان "قبائل الجزائر الغامضة" نشرته مجلة "الشندغة" في عددها الثالث والخمسين، تذكر أنه "في أواخر القرن التاسع عشر، أعد الفرنسيون، المحتلون للجزائر حينذاك، مشروعا لبناء سكة حديد تجتاز الصحراء الغربية، ولكن محاربي "الطوارق" وقفوا لهم بالمرصاد، ولم يكن من بد للفرنسيين أمام بأس هؤلاء إلا التخلي عن المشروع".
وللزواج عاداته عند الطوارق، فحسب موقع مجلة الابتسام، إذا أعجب الشاب بفتاة فإنه 
ينزل مع مجموعة من أهله وأصدقائه بالقرب من خيمة أهل الفتاة، ويرسل بعض الشباب إلى والد الفتاة ليطلبوا منهم خطبة ابنته لهذا الشاب، فإذا وافق حدد لهم المهر، وإن رضي به العريس فإنه يقوم بتعيين وكيل عنه لحمل المهر لدفعه عند عقد النكاح، وكان مهر النبلاء فيما سبق عبارة عن سبعة من الإبل، أما  العبيد فقد كانوا يقدمون رأسين من الماعز، ولا يدخل العريس على عروسه إلا  بعد دفع المهر كاملا. ومن الطريف الذي يذكره الموقع أن العروس تُعد للعريس  في ليلة الدخلة بمثابة والدته، وفي الليله الثانية بمثابة أخته، وفي الثالثة زوجته. ويشير الموقع إلى أنهم "يبررون ذلك بضرورة طمأنتها ونيل ودها لرحلة العمر كلها".