ثرثرة سرابية بقلم الكاتبة : ياسمين غمري
كل اللذين أحبهم تركوني و غادروا ...وأنت لما تبعتهم...؟تراك مازلت تذكر أننا نسكن نفس المدينة ..؟ أم أنك نسيت عنواني الأخير...ورحلت مثل البقية, أودعتني سرداب الذاكرة ومشيت...كم أريد أن تعود اللقاء بعد الفراق يشبه الموت بعد الولادة...تعال يامن كنت يوما ساعة معصمي ...رمم ملامح العيد بداخلي أيقظنني من سباتي... أه ياكعكتي العدية لو نعاود إرتشاف الشاي ذات عشية لو ألبس أحلامي الزهريةوأنتعل مسافاتي الجنونية لو تمسح عني غبار هذه العشرية... أريد أن أرتوي منك كما ترتوي الأرض من غيث السماءأريد أن أنتهي من ظلمة المساءات..لأني مازلت أبكي إنطفاء القمر وأحيك من خيوط الفجر أثوابا من ضجر .... وأنت هل مازلت كما أنت لاتعرف غير الصمت لغة.....؟
البكاء صرخةالوجع وغسول الروح من شوائب الجروح ..البكاء مقدرة النفس البشرية على الإستنزاف.. البكاء لذة المهموم ومتعة المكضوم هنيئا لكل اللذين يمكنهم التمتع باهذه النعمة..
عجيب أمر الروح الوطنية في بلادي جلد منفوخ يتنطط هنا وهناك بوسعه أن يختصر هموم شعب وحزن ثكلى ومجد وطن صنعه رجال بكل ما جادت به نفوسهم وأرواحهم .. كل شيئ يصبح رهين الشباك عندما يتعلق الأمر بالخضر و يصبح النشيد المنسي مقشعر للأبدان والعلم المصفر يلبس قدوسية وطن ... فهل يتوجب علينا أن نتوجه بجزيل الشكر للكرة التي تجمع شملنا - وترمم شرخنا فتروي عطشنا لعشق وطن أصبحنا لا نغازله إلا في المناسبات ...؟
إستحضار طيفأخبرني رجل ذات مساء أني عبق عطر أمه و بأني أنا متنفسه وهواه ..قال لي ذالك الرجل أنت لي راحة كفي وأهداب جفني إصبري لامأوى لي أنت مسكني...لكن ذالك الرجل رحل قبل أن تغيب شمس ذاك المساء..أيها المسافر من دون مأدوبة وداع أما أنا لك ن ترجع السنوات تتأكل والبرد شديد هذه المدفأة إنطفأت عد مع سرمد الليل المنجلي أو ميلاد الفجر المنتشر عد قبل أن يتكسر حلم الآمان فوق شاطئ النسيان..
الوطن ليس مجرد ذكرى ..الوطن تاريخ وشعب ومسؤوليات ..أوقفوا عنا مهازلكم ... اصبحنا نمل من كل أهازيجكم المنمقة .. الرجالة ماتوا في ساحة القتال وأنتم تحصدون الغنائم .." فاقوا.".في الحقيقة الرقدين عمرهم مايفيقوا ..
الفجر خيط من نور خلقه الرحمان ليبدد سواد الليل ..والحب عقيدة الطيبين والسلام ملجئ الهاربين إلى الله..أمي نسمة الفجر وصدق الحب وأمان السلام ...توحشتك أما .. حج مبرور وذنب مغفور...
البلادة في كل شيئ هي عنوان هذه المحطة من عمري الرتابة والشعور بعدم الشعور سخافة كل الشيئ رغم الأمل في كل شيئ ..لايهزني شيئ نحوى الإجاب ولا شيئ يحطني نحوى السالب كل الأشياء تتشابه جميع الأطعمة من دون مذاق ..ماللذي فقدته حتى مات بداخلي الشعور الإحساس وإنتحرت المشاعر -لقد تخلصت من متاعب كانت مصدر كوابيس..مع إسفار كل فجر جديد ألبس ثوب الأمل لاخلعه مع كل غروب وفد غمرني شحوب المساء ولون ملامحي البلهاء بلون الخريف الباهت ..وتتواصل رحلتي الفصلية بنفس المعطيات ونفس المقومات من دون أن ألمح بريق خيط آخر لأي محطة أخرى لايهمني حتى وإن كانت الأخيرة...
هل تسمع صوت حجري إن أنا قذفت بابك وهل تشم عطر وردتي إن هي نثرت رحيقها قوق كتابك وهل تجد دمعتي ملجأ وسط كثرة أحبابك ...وقدماي هل تستكين بعد طول المسير إلى أعتابك..
بمزيد من الألم والأمل تحملنا السنوات على فسخ عقود الأحلام وتزج بنا نحوى مغامرة فصولها ممتدة من رواسب السنوت الماضية ..وكأن رحلة البحث عن السراب لا تتوقف رغم مرور العمر.. ونضل نستلذ كأس الخيبة مع كل يوم يمر وننهم من أطباق نطهوها بأيدينا ثم ننسبها للقدر ..ورغم كل شيئ نضل مصرين على قدوم شيئ يبعث الحياة إلى سرباتنا..
ليس هناك ما يستدعي الكآبة ولكني مكتئبة حد الرغبة في البكاء ..يتملكني شعور بالوحدة وبالغباء .. تغيرت المفاهيم في غفلة مني وأصبح كل مأعرفه منذ زمن مجرد هباء ...صار لون الزهور شاحبا ولون الوجود إلى إصفرار مميت تراجعت أشياء جميلة إلى الوراء وبرزت خبايا مخيفة بلون السواد ... تراني عمياء وسط مبصرين أم أني تخلفت عن موعد الإستعاب ولم أعد أبصر غير مثاليات مهترئة ..؟عفوية أنا و باقية على أوتاري القديمة ..ببلاهة ساخرة تستدعي التأمل.
عندما تضيق الدنيا بما رحبت وتوصد جميع الأبواب رغم كثرتها عندما تنزف الروح ألما وتعجز العيون عن مؤزرتها -حينما يصبح البكاء عجز إنساني ..كيف يمكن لنفس متألمة أن تطرجم أوجاعها ؟؟؟
يا الله ما أروع هذا اليوم وما أجله كل شيئ في الكون يلبي و يسبح بحمدك يارب ..لبيك اللهم لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك لبيك .سبحانك يارب الفرائس ترتعد وهي تلهج بإسمك العظيم مأجلك من إلاه وما أعظم فضلك على أمة تبات تعصاك فتصبح تسترها بنعمك التي لاتعد ولا تحصى -اللهم تقبل من والديا ومن عمي وكل المؤمنين جهدهم في أداء شعائرك العظيمة وبلغنا يوما كهذا نقف فيه بين يديك ونطلب مغفرتك ورضاك بأمة أنت وحدك تعلم مسارها إلى أين .أضحى مبارك وكل عام ونحن ننعم بعزة الإسلام والصلاة والسلام على النبي الذي حمل رسالة الإسلام محمد أعظم الأنام.
أبشر أيها الكتاب أصبح لديك مهرجان وأصبح للقراءة إحتفال - هل هو التقدير لفضلك العظيم أمالإستهزاء والتنكر لدور خير الجلساء؟.. بعد أن كانت القراءة إدمان مباح لكل المثقفين والمتمدرسين , أصبحنا اليوم نستجدي نفض الغبار عن مكتباتنا بطريقة جد إغرائية إن لم نقل هزليةسيكون أروع لو أننا بدأنا بإنشاء مكتبات منزلية رفقة أولادنا الصغار أغلفتها من أصابع أطفالنا لعلنا نغتال خيوط العنكبوت التي تزاحم الحروف في رفوفها وتساهم في تراجع نسبة المقروءية التي تتراجع عند الكبار قبل الصغار.
