من وحي التراب للكاتبة الجزائرية: ياسمين غمري
تحت كومة من تراب تركتها ممددة هذا الصباح وعدت إلى أركان وزاويا جمعتني بها أربعين سنة أفتش داخل الجماد عن روح عمرت ستون عاما وأثمرت شهد العطاء ..أشياؤها الثابتة سألتني بالصمت المهيب عنها وعن صخب يومياتنا وضوضاء مشاريعنا الحياتية ..لكن الدهشة ضلت تحيك من صمتي ثوب الرصانة .. فعقلي المتواضع لم يستوعب بعد فكرة رحيلها الأبدي وقلبي العاشق لريحها الطيب يئن بوجع الفقد ويتقيأ مرارة الغياب
قبل سبعة أيام كانت هنا تجلس على حافة سريري تخبرني أشياء وأخبرها أشياء كنت مريضة وكانت تهبني الدواء ..كانت رائعة بهية تسرد لي تفاصيل نصف يوم قضته بعيدا عني وكنت أتأمل بياض وجهها وصفاء سريرتها لم يخطر ببالي لوهلة أنها راحلة وأنها جاءت تودعني داخل غرفتي المنزوية ..وعندما أزفت ساعة الرحيل لم تقل لي وداعا لم تسألني شيئا يكون لي ذخرا لما بقي من غيب مستتر ....صعب جدا وداعك أماااااً
