نشأ الكثير من الأشخاص على أفكار الخيال العلمي على مر السنوات، من طائرات نفاثة محمولة على الظهر تحلق بالإنسان في عنان السماء، وعشاء بشكل حبوب، وعطلات على سطح القمر، الكثير من هذه الأحلام رمز لجزء مشرق وواعد من المستقبل، لكن الآن أصبح جزء من الخيال العلمي حقيقة واقعة، بالنظر إلى رجل الأعمال الاسترالي ديفيد مايمن David Mayman الذي طار هذا الشهر حول تمثال الحرية في نيويورك، منفردا مدعوما بجهاز هو نتاج لعشر سنوات من الأبحاث في شركته جيت باك افيشن Jetpack Aviation.
[caption id="attachment_148577" align="aligncenter" width="600"] jb-9-jetpack[/caption]
وتتميز طائرة JB-9 بمحرك طيران يتيح لمستخدم الجهاز من التحليق على ارتفاع عشرة ألاف قدم، مع سرعة قصوى تصل إلى أكثر من 100 كيلومتر في الساعة، ويستغرق زمن الرحلة حوالي عشر دقائق، وعلى الرغم من أن هذا النموذج يبدو فردي فقط كمشروع لرجل أعمال ثري، الا أن مارتن افيشن تدفع نحو الإنتاج التجاري للجهاز لمدة 30 عام، حيث شهد معرض دبي للطيران هذا الأسبوع تعاقد لتوريد عشرين جهاز منها بحوالي 165الف جنيه إسترليني لقوة الدفاع المدني حيث سيستخدم الجهاز في بعثات الإنقاذ والاستطلاع.
والجيت باك او النفاثة المحمولة، كانت أحد أشكال الخيال العلمي منذ مجلة بالب عام 1920، حيث كانت على غلاف المجلة عام 1928 كأحد الأشياء المذهلة، وقد ظهرت كذلك من خلال الرجل الصاروخ الذي يجوب عنان السماء مع النفاثة المعلقة على ظهره، أيضا احتلت الفكرة مجال الأفلام منذ عام 1992، بشكل خاص في أفلام ديزني لاند، وتم استغلال الفكرة في مجال الإعلانات عندما صور الأب طائرا ليحضر العشاء، ويعود إلى البيت بسرعة صاروخية.
والكاتب الأمريكي دانيال ويلسون ألف كتابا بعنوان أين طائرتي النفاثة المحمولة؟ وكذلك هو مؤلف Robopocalypse الذي طور ليصبح فيلم لستيفن سبيلبرغ، لذا فانه أكثر الأشخاص المنبهرين جدا لآخر التطورات، حيث وصف هذه التقنية الجديدة، بالنبأ العظيم لعشاق هذه الفكرة للطيران في جميع أنحاء العالم، وقال أيضا إن التطبيقات العسكرية تدفع بالبحث العلمي وهذا الاستثمار يقدم للبشرية أجيال جديدة من المحركات النفاثة الطائرة.
جدير بالذكر أن الجيت باك الأصلية تسمى بيل روكيت بيلت Bell Rocket Belt، حيث طورت للجيش الأمريكي عام 1960، الا أن مشروع الطائرة توقف لعدم ظهور شكل عملي لاستخداماتها ابان ذلك الوقت، أما في دبي ومع ناطحات السحاب الشاهقة فإنها تحتاج إلى حل بقوة الصاروخ.
[caption id="attachment_148578" align="aligncenter" width="700"] jetpack-aviation-jb9-jet[/caption]وبيل روكيت تم استخدامه في فيلم شون كونري جيمس بوند الرعد، وفي دورة الألعاب الاولمبية بالولايات المتحدة عام 1984 ولكن كما يقول ويلسون كان غير عملي فقد كانت قدرته محدودة بسبب خزان البيروكسيد هيدروجين المتاح له ومنذ بضع سنوات طورت الجيت باك بقوة دفع الماء حيث صممت لتتحرك بقوة امتصاص الماء ومن ثم دفعها لتتيح للمستخدم الطيران ولكن حتى الآن الجيت باك الشخصي لم يكن ممكنا.
ومصطلح جيت باك jetpack يغطي كل من الصواريخ الصغيرة ومحركات البنزين كما يظهر من المواصفات الفنية لمارتن للطيران، والجهاز يمتص الهواء ويسرع مع الدوران ليدفع بالشخص إلى أعلى لذا فهل الجهاز المطور من ديفيد الذي استخدمه للدوران حول نيويورك هو في الواقع جيت باك؟ فالجيت باك هو شيء يمكنك ان تقلع وتهبط به عموديا كما يقول ديفيد وخط طيران جيت باك الرسمي يقول عندما يطور شخص أخر محرك نفاث وليس مروحة تعمل بالبنزين تصل لعدة كيلوات والتي يمكن للشخص أن يهرول على الطريق ليحلق بها سنغير عندها اسمها.
وعلى الرغم من الثمن الذي تضعه مارتن للطيران لجيت باك الخاصة بها والتي ستكون متاحة بحلول عام 2017، يبقى السؤال هل يمكنك أن تحلق بها بشكل قانوني؟ تقول هيئة الطيران المدني المسئولة عن كل ما يحلق في أجواء بريطانيا انه حتى الآن لم يتم تقديم أي طلب للتصديق على جيت باك ولكنها أشارت إلى انه إذا كان سيتم ترخيص احدها سيكون مثل الطائرات لذا سيكون القائد طيار، ويحتاج إلى أن يحصل على رخصة قيادة لها بطريقة ما ، فكل ما هو فوق ارتفاع 500 قدم واقل من ارتفاع 1000 قدم يخضع لقواعد الجو ، لذا على الرغم من كل الإثارة فان التجوال بالجيت باك مازال بعيد المنال ولكنه أقرب بالتأكيد من عطلة على سطح القمر.