احتجاجا على دعمها للحل السلمي في سورياتركيا تتوعد الجزائر بحرب شاملة!
هاجم وزير الدفاع التركي عصمت يلماز، في ندوة صحافية عقدها هذا الإثنين بالإمارات العربية المتحدة، سياسة الجزائر في التعاطي مع الأوضاع السياسية الإقليمية، حيث وصفها بـ "الداعمة للإرهاب" بمنطقة الشرق الأوسط، حسب ما كشفت عنه صحيفة "أف-أر.واتسوبيك" الناطقة بالفرنسية.وفي خضم تطرقه للأوضاع التي تمر بها دول الشرق الأوسط، قال إنه على "المنطقة ألا تكون مسرحا لتدخلات دول شمال إفريقيا فلا يحق لا للجزائر ولا للمغرب أن يتدخلا بها".
وأرسل المسئول الأول بالدفاع التركي، تهديدا شديد اللهجة للجزائر حيث توعدها "بحرب شاملة" في حال بقاء مواقفها تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط على حالها. قائلا في كلمته إن "الجميع يعلم أن تركيا ومنذ مدة طويلة تحارب الإرهاب بهذه المنطقة، من هذا المنطلق فإن تركيا لا تتقبل بتاتا فكرة تدخل الجزائر في المنطقة، لأن ذلك يعتبر استفزازا عسكريا بالنسبة لنا، وبناء على ذلك، من الممكن أن نتدخل عسكريا في حق من وصفهم بـ "المتطفلين".
ويبدو أن وزير الدفاع التركي لم يستسغ فكرة رفض الجزائر التعاطي مع الإرهابيين والتنظيمات المتطرفة الموالية لـ "داعش" في سوريا والعراق، وعدم تزكيتها للتدخلات العسكرية الأجنبية في سوريا، فكانت مواقف الجزائر تصب دائما في إطار الشرعية الدولية، ناهيك عن رفضها القاطع المشاركة في الحرب التي باشرتها دول عربية بقيادة السعودية على الحوثيين في اليمن، تحت تسمية "عاصفة الحزم"، فراح المسؤول التركي يوجه اتهامات للجزائر بأنها تتدخل في شؤون دول الشرق الأوسط، وأنها تدعم ما سماه بـ "الجماعات الإرهابية" في المنطقة.
في حين لم يشر وزير الدفاع إلى من هم الإرهابيون الحقيقيون في سوريا حسب نظرة بلاده للأوضاع هناك، لاسيما والتنامي الرهيب لوتيرة العنف والإرهاب بالمنطقة، وتواجد عشرات التنظيمات والفصائل المتشددة المتناحرة على جبهات القتال، إلا أن مراقبين يعتقدون أن الأمر يتعلق بعدم معارضة الجزائر لبقاء نظام بشار الأسد في الحكم، وهو النظام الذي لا ترغب تركيا في بقائه بتاتا، وتعتبره العدو اللدود لها ولمنطقة الشرق الأوسط، هذا ما جعلها تسعى بكل الطرق والآليات للإطاحة به عسكريا ولوجستيا، حتى لو تعلق الأمر بالتحالف مع بعض التنظيمات الإرهابية لتحقيق الهدف، إضافة لذلك يرى هؤلاء أن التقارب الجزائري الإيراني الحاصل مؤخرا قد لعب دورا في تصعيد لهجة الأتراك ضد الجزائر، خصوصا أن تركيا تعتبر إيران مصدر "خطر" حقيقي للمنطقة، على عكس الجزائر الذي تراه "حليفا اقتصاديا" بامتياز.