وكالة الانباء الجزائرية - قللت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت اليوم الإثنين من حجم الغيابات المسجلة في امتحانات شهادة البكالوريا لدورة 2016، فيما اشتكى الكثير من المترشحين من صعوبة أسئلة مادة الرياضيات.
ففي ثاني يوم من الامتحانات المصيرية لشهادة البكالوريا، أفادت السيدة بن غبريت بأن عدد المتغيبين عن إجراء امتحان البكالوريا كان "قليل" على المستوى الوطني، حيث يعد أغلبهم من المترشحين الأحرار.
وعلى صعيد آخر يتعلق بعدد حالات الغش المسجلة منذ انطلاق الإمتحان، أكدت السيدة بن غبريت أن دائرتها الوزارية بصدد إحصاء هذا الحالات، مشيرة على سبيل المثال إلى أنه تم بمديرية التربية لمنطقة الجزائر-غرب، تسجيل "حالة غش واحدة من بين 23 ألف مترشح"، وهو ما يبين --كما قالت-- "تقلص العدد مقارنة بالسنة الماضية".
وترى الوزيرة بأن حملات التحسيس والتوعية التي شملت التلاميذ والأولياء والمؤطرين خلال السنة الدراسية "سمحت بالقضاء على بعض السلوكات السلبية التي تمس بمصداقية البكالوريا"، معتبرة أن القضاء على هذه الظاهرة من شأنه الحفاظ على "مبدأ تكافؤ الفرص الذي يقوم على أساسه النظام التربوي".
ويواصل الممتحنون في شهادة البكالوريا اجتياز الاختبارات المقرر في هذا الإطار، حيث اتفق الكثير ممن التقتهم (واج) على مستوى بعض مراكز إجراء الامتحانات بالجزائر العاصمة على "صعوبة "أسئلة مادة الرياضيات و "طولها"، لا سيما الموضوع الأول الذي عجز أغلبهم عن الإجابة عنه بالرغم من أن "كلا الموضوعين كانا مطابقين للبرنامج".
و قد دفع ذلك بالمترشحين إلى تسجيل تذمرهم على غرار المترشحين في شعبة العلوم التجريبية الذين اصطفوا أمام ثانوية الرياضيات بالقبة بعد إنهاء الامتحان.
فكما كان الحال بالنسبة لمهدي ومحمد وملاك، لم يتوان العديد من المترشحين عن ذرف الدموع في قاعة الإمتحان، بمجرد فتح الأظرفة و الاطلاع على الأسئلة قبل الشروع في محاولة مستميتة لإيجاد الحلول المناسبة للتمارين المطروحة.
وتقول الطالبة ميليسا بهذا الخصوص "هذا الإمتحان كان صعبا أكثر مما توقعته، خاصة فيما يتعلق بالنسبة للموضوع الأول الذي تناول هندسة الفضاء"،مشيرة إلى أنه و بالرغم من المجهودات التي بذلتها طيلة السنة الدراسية للتحضير للبكالوريا من خلال المراجعة المنتظمة وحل مواضيع الطبعات السابقة غير أنها لم تتمكن اليوم من الإجابة.
وبثانويتي "الإدريسي" و "هارون الرشيد" بساحة أول ماي المخصصين لمترشحي شعبة الآداب واللغات الأجنبية، اعتبر جل المترشحين تقريبا أن امتحان مادة الرياضيات كان "صعبا"، فضلا عن كونهم "لم يركزوا على هذه المادة العلمية خلال المراجعة" باعتبارها مادة غير أساسية بالنسبة إليهم.
في رأي مغاير، اعتبر مترشحو فرع التسيير و الاقتصاد ،بمركز الإجراء محمد مادة (ساحة أول ماي) أن امتحان الرياضيات كان "سهلا" و في متناول الجميع.
للتذكير، تتضمن الفترة المسائية من نهار اليوم إجراء امتحان مادة اللغة الانجليزية بالنسبة للشعبتين العلمية و الأدبية.
وتأتي خيبة الأمل هذه، بعد الفرحة التي كان قد أبداها المترشحون أمس الأحد عقب اجتيازهم لامتحان اللغة العربية وآدابها الذي أكدوا بأنه كان "سهلا وفي متناول الجميع".
وكانت امتحانات شهادة البكالوريا قد انطلقت أمس الأحد بإعطاء وزيرة التربية للإشارة الرسمية من ولاية تلمسان، أين أكدت أن "غياب التوترات والاضرابات خلال السنة الدراسية الجارية قد أثر إيجابا على معنويات التلاميذ المترشحين لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا وشجعهم على التحضير الملائم".
أما فيما يخص إجراء امتحانات شهادة البكالوريا على مستوى المؤسسات العقابية الأربعون المعتمدة كمراكز إجراء عبر كافة التراب الوطني، فقد أوضح المدير العام لإدارة السجون و إعادة الإدماج مختار فليون بانها تجري في ظروف "عادية"، متوقعا ارتفاع نسبة النجاح مقارنة بالعام الماضي.
وأفاد السيد فليون بأن وزارة العدل أحصت 3257 مرشحا لدورة البكالوريا للدورة الحالية، من بينهم 100 امرأة فيما لم يتعد عدد الممتحنين الموسم الماضي 2844 مرشحا أي بزيادة تفوق ال400 نزيل. للإشارة، يجتاز 818.518 مترشح على المستوى الوطني --و منذ يوم أمس الأحد-- امتحان شهادة البكالوريا، من بينهم 549.593 متمدرس و268.925 مترشح حر و ذلك الى غاية الثاني من يونيو القادم.
ومن المقرر أن يتم الإعلان عن النتائج، نهاية شهر يونيو و بداية شهر يوليو حسب ما أكدته مؤخرا المسؤولة الأولى عن القطاع.