كثيرا ما يردد بعضهم هذه المقولة : ( لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ) لابن عساكررحمة الله تعالى عليه .
وكأنهم يعرضون بمن يتناول القرضاوي وغيره من مشايخ الجهل ودعاة الفتنة ...!!
وأقول لهؤلاء المغفلين : اعلموا أن الله تعالى قد أخذ العهد والميثاق على النبيين وأتباعهم أن يبينوا للناس الحق من الباطل ، وأن يدافعوا عنه ، ويردوا الباطل ويخذلوا أهله ... وهذا واجب محتم وفرض ملزم .
وقد قال الإمام أحمد قديما : ( إذا أجاب العالم تقية والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق ) وهذا إذا كان تقية فما بالك إذا كان بغيرها ...
وأقول لهؤلاء أيضا : فما معنى تصنيف العلماء لكتب الجرح وبيان أحوال المجروحين ورد أقوالهم والطعن فيها ؟!
وما معنى ذكر العلماء للغيبة ( وهذا ليس من الغيبة ) ، وعلى فرض أنها غيبة ، فما معنى تقسيمهم لها إلى محرمة ومباحة وواجبة ...
فمن جوازها : أن يكون مجاهرا بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر ومصادرة الناس وأخذ المكس وجباية الأموال ظلما ، وتولي الأمور الباطلة ، فيجوز ذكره بما يجاهر به ويحرم ذكره بغيره من العيوب إلا أن يكون لجوازه سبب آخر .
ومن وجوبها : تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم ، وذلك من وجوه منها : جرح المجروحين من الرواة للحديث والشهود ، وذلك جائز بإجماع المسلمين ، بل واجب للحاجة ... ( انظر الأذكار للنووي ) .
وعلى ضوء ما تقدم نقول : فكيف وقد اجتمع في هذا الشخص وأمثاله الواجبات والجائزات في وجوب الإنكارعليهم وبيان فساد أقوالهم وذم أفعالهم ... فما هذه الفتاوى الدموية الإجرامية والفتاوى الغارقة في الميوعة والخلاعة ... وكذلك فتاويهم في العقائد الفاسدة والأخلاق الكاسدة ...
ومن ثم هل يجوز لهؤلاء أن يتكلموا ويجرحوا من شاؤوا ويهدروا دم من شاؤوا .
تراه يحرض هنا ويبارك هناك ، يفتي بالدم هنا ويحرم الخروج هناك ...
فهل يستطيع أن يقول في قطر والسعودية يجب الثورة على الحكام لتقرر الشعوب مصيرها كما يقول ذلك في غيرها ... ؟!
وهل يستطيع وهو على بعد أمتار من السفارة الإسرائيلية والقواعد الأمريكية في قطر أن يقول بوجوب الجهاد هناك وإخراجهم من بلاد المسلمين ... ؟!
قاتله الله تعالى وقاتل كل من تلاطف وتعاطف معه ومع أمثاله من دعاة الفتنة الذين هم من أكبر أسباب المحنة ... ؟!
كثيرا ما يردد بعضهم هذه المقولة : ( لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ) لابن عساكررحمة الله تعالى عليه .
