Feat

Searching...

"العبث" في رؤوس الجبناء!!

يوليو 17, 2014

"العبث" في رؤوس الجبناء!!



نسمع هذه الأيام بعض الأصوات الانهزامية تصف ملحمة المقاومة الفلسطينية في تصديها للعدوان الإسرائيلي بالعبث، وتقول إن حماس وباقي الفصائل ورطت الشعب الفلسطيني في مغامرة غير محسوبة النتائج، وأن الصواريخ التي تطلقها على المدن الإسرائيلية لا تصيب أهدافا ولا تخلف خسائر، وهي تستدعي مزيدا من القصف والتدمير لقطاع غزة لا أكثر. ووصل الأمر بالبعض إلى وصف تلك الصواريخ بالألعاب النارية التي لا تعني شيئا في عرف المواجهات العسكرية.
هي حجج مغلفة بشيء من المنطق يقدمها أصحابها لتبرير انهزاميتهم وخذلانهم وقبولهم بالأمر الواقع الذي فرضته إسرائيل وأمريكا، ولا أدري ماذا يقترح هؤلاء للفسلطينيين للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي... هل سيردون على قصف البيوت وقتل الأطفال والشيوخ وترويع الآمنين بالورود والابتسامات مثلا!
هؤلاء الذي ينظِّرون للخنوع، لا يريدون رؤية الصّور التي تخلفها صواريخ المقاومة في المدن الإسرائيلية، وكيف أنها أجبرت الملايين على دخول الملاجئ، وفضحت النفسية المنهارة للجندي الإسرائيلي، ووضعت قادة الكيان الصهيوني في مأزق مع شعب إسرائيل الذي نال منه الرعب بمجرد سماعه صافرات الإنذار، بل ربما لم يشاهد هؤلاء الأطفال الفلسطينيين وهم يحتفلون بسقوط صواريخ المقاومة فوق رؤوسهم في الوقت الذي يلوذ المستوطنون اليهود إلى الملاجئ.
نعم... يسقط الشهداء وتدمر البيوت أفضل من حياة الخنوع التي يقترحها هؤلاء الجبناء على الفلسطينيين، ثم إن أبناء غزة اختاروا المواجهة وهم يدفعون الثمن لوحدهم بعد أن تنكر لهم الصديق قبل العدو، وأقل ما يمكن أن نقابل به هذا الصمود هو قليل من الاحترام لتضحياتهم وبسالتهم في المواجهة، لا الاستهزاء بما يقومون به من تصدي للعدوان... من حقهم أن يضربوا بالصواريخ وكل أنواع الأسلحة، بل من حقهم أن يستعملوا حتى أظافرهم بدل الركون إلى حياة الذل تحت وطأة الاحتلال.
على مر التاريخ كانت محاولات الشعوب المستعمَرة لطرد المستعمِر توصف بالمغامرة والإرهاب والعبث وغيرها من الأوصاف، ولنا في الثورة الجزائرية مثال حي، إذ ليس من المنطق أن يواجه بضع مئات من المقاتلين المسلحين ببنادق الصيد، فرنسا التي تملك الدبابات والطائرات ووراءها الحلف الأطلسي بما يملك من ترسانة عسكرية، فلو كان في رؤوس مفجري الثورة شيء من المنطق الذي يتحدث به هؤلاء لما فجروا الثورة...