معذرة غزة بقلم البشير بوكثير/ رأس الوادي
-إلى شهداء غزّة الجريحة ، أقولها صريحةً فصيحة ..
غزّة الآن مهوى الأفئدة والضمائر الحية ، ترسم بالدماء والأشلاء مستقبلَ أمّة دفنتْ رأسها في التراب جبنا وخيانة لاتمّحي مدى العهود والأعصار، في زمن الانبطاح والاستسلام والانكسار .
غزّة اليوم وبكلّ فَخار ، قلعة الشرفاء الأحرار، وقبلة النشامى الأطهار، ممّن رسموا أروع وأبدع لوحات الانتصار، على محتلّ لايفهم سوى لغة الحديد والنار.
غزّة العزّة تتبرّع بدماء أطفالها ونسائها وشيوخها لإنقاذ حياة مليار مسلم في غرفة الإنعاش مُحتَضَرٌ مُمدّد، دون أن تنتظر المدد من أحد، سوى من الواحد الفرد الصّمد.
غزّة الآن تنافح في شهر رمضان عن شهامة ونخوة الفرسان ، رغم أنّ الأعراب اللئام يطعنونها بالخنجر والسّنان..وياللهوان !
غزّة اليوم تحمل على الأكتاف الأشلاء والنعوش، لتكشف زيفَ أصحاب الممالك والعروش، الذين ترهّلتْ بنفاقهم وخيانتهم الكروش ،بعدما عبدوا وصلّوا وصاموا وقاموا للدولار وللقُروش.
هي غزّة العزّة موطن الشرف النبيل، وعنوان المجد الأصيل، و لسان حال الفارس الأبيّ الشّهم الجميل، الذي نفض الغبار عن العربي الكليل العليل.
وياليتَ صيحةَ المتنبي المكلوم ، تسللّت إلى نفوسِ عبيدِ الفرسِ والرّوم ، علّهم يتطلّعون يوما للكواكب والنّجوم:
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
غزّة الآن تنتصر للمروءة، للحقّ..للشّرف..للكرامة..فهل كنّا في مستوى الكرامة والإباء والشّرف الغزّاويّ؟
للأسف ..خذلناكِ ياغزّة ..بل ذبحناكِ يا أختَ العروبة والإسلام من الوريد إلى الوريد..
سنُساقُ يوما مثل القرود إلى حظيرة اليهود، لتُبصَم جباهُنا بالسّفود، حينها فقط من الممكن أن نستفيق ونعود ؟!
الخميس 10جويلية 2014/ 12 رمضان 1435هـ