Feat

Searching...

أبوعبيدة : يا أيها الملك المتوجُ بالكوفية

أغسطس 20, 2014
أبوعبيدة : يا أيها الملك المتوجُ بالكوفية .. يا سيد الحرية .. يا أيها الأسطورة :

من أنت يا جيفارا غزة !؟ .. نجهلُ إسمك ، عنوانك ، هويتك ، لعلك عاملٌ بسيط ، أو مدرس ، طبيبٌ أو مهندس ، لعلك فلاَّح أو لاجيء تحت صفيح مخيم ، أو لعلك إبن حيٍ فقير ..
ما اسمك !؟ ما شكلك .. !؟ - اراهن أنك وسيم بلا حد - وطيب بدون تكلف ، ومحب بتجرد ، .. لم نعرفك ولن نعرفك إلا إن ارتقيت شهيداً ، حينها لن ترى احتفالنا بك ، لن تعيش مجدك وتعتزُ أمام البشر ، وقد نقيمُ لك ضريحاً في زمن الكذب ، ونترحم على روحك وتذهبُ مثلاً .. ما يذهلني فيك ، ليس أنك تتقدم المقاتلين ، وليس أنك محترفٌ في القيادة وحرب العصابات ، وليس أنك تقود جيشاً منوع النوايا بأسلحةٍ متواضعة - فكل ذلك بطولةٌ مطلقةٌ بلا شك - ولكن أكثر ما يذهلني ، أنك لا تستعرضُ نفسك ، ولا تسعى إلى بطولة ، وما يذهلني فيك أنك وصلت إلى أعلى لحظات التجرد ، وتلك قمة الحرية وذروة المجد .. وحين تنتهي المعركة ، لعلك تعود إلى عملك ، فلاحاً طيباً ، معلماً محباً طبيباً متواضعاً .. ولعل العمر سيتقدم بك ولن تحدث أحد في يومٍ من الأيام ، بأنك أنت أبو عبيدة .. لن تستعرض أمام الكميرات ، ولن تخوض أحاديث البطولة في الإذاعات ، ولن تنشر البوستات والتعليقات عن نفسك على صفحات الإنترنت .. فقد تركت كل هذا لإصحابه وترفعت ورقيت : فصدق بك قول  الشاعر :
يرقى الجبال مصاعباً ترقى به .. ويعاف للمتحدرين سهولاً
لله درك من مهيبٍ وادعٍ .. نسراً يطارحهُ الحمام هديلاً
فطوبى لك أيها الأسطورة ، وطوبى لك أيها الرمز