اسبانيا تتهم :المغرب يأوي شبكات "داعش" على أراضيه
يبدو أن حبل "الود الوردي" الذي ربطته وسائل إعلام الجارة المغرب مع اسبانيا، انقطع فجأة في أعقاب الاتهامات الخطيرة التي جاءت على لسان وزير الداخلية الاسبانية أمس للنظام المغربي بالتقصير في مواجهة "خلايا سرية" لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، معترفا بوجود شبكات داخل التراب المغربي تنشط بحرية في مجال استقطاب وتهجير المقاتلين لفائدة التنظيم الإرهابي ذاته.
وجاءت اعترافات الوزير خورخي فيرنانديز دياز موازاة مع اعتقال السلطات الأمنية الاسبانية، ثلاثة أشخاص مغاربة بينهم امرأتان يحملون الجنسية الاسبانية بمدينة مليلية، تم الإفراج عن واحدة يتعلق الأمر بالناشطة فوزية علال محمد البالغة 19 سنة من قبل قاضي المحكمة الوطنية التي تعتبر أعلى هيئة جنائية في اسبانيا مختصة في قضايا الإرهاب والأمن القومي، وأكدت وزارة الداخلية الاسبانية أن القاضي سنتياغو بيدراز قام بسحب جواز سفر هذه المغربية مقابل الإفراج عنها دون كفالة بموجب تعليمة النيابة العامة، كما تم منعها من مغادرة التراب الاسباني في انتظار مثولها مجددا أمام محكمة جنائية مختصة في قضايا الإرهاب .
ولم يتوان الوزير الاسباني عن توجيه اتهامات ضمنية صريحة للمغرب في بيان تلقته وسائل الإعلام المغربية يكشف عن مستوى من التراخي المغربي الرسمي في التعامل مع هكذا قضايا لتأكد وجود مغاربة على غرار قضية فوزية والاثنين الآخرين في محاولات عديدة باجتياز النقطة الحدودية بني أنصار وربط الاتصال مباشرة بالشبكة التي تحاول التكفل بإرسالهم إلى مناطق التوتر الأمني بين سوريا والعراق والانضمام إلى صفوف خلايا تنظيم داعش بزعامة أبو بكر البغدادي، ووصفت وزارة الداخلية هذه العمليات بالخطيرة جدا كونها تحاول زعزعة أمن واستقرار اسبانيا، بل اعتبرت محاولات إرسال إناث مغربيات إلى سوريا بالأمر الذي لا يمكن التساهل معه في ظل تسريبات أمنية تكشف عن وجود جهاديين في مناطق مغربية يتلقون تدريبهم قبل إرسالهم إلى مناطق التوتر عبر سبتة ومليلية، ما يؤكد أن هناك مقاتلين رجال اجتازوا سرية الحدود المذكورة وتم نقلهم إلى تنظيم داعش.
وتعيد اعترافات الوزير الاسباني إلى الأذهان تصريحات الوزير نفسه خلال زيارته الأخيرة التي قادته إلى مليلية في منتصف شهر جويلية الماضي، مؤكدا ضمنيا أن بلده صار في غير مأمن من تهديدات الإرهابيين من التراب المغربي، موصيا دول الجوار بتطويق منافذها الحدودية لمنع هكذا اختراقات بنية توقيف خلايا جهادية تنشط في مناطق معينة بالتراب المغربي وهو ما فهم أنها اعترافات جاءت لتعطي الحق للجزائر على سبيل المثال التي كانت السباقة لتأمين حدودها تأهبا لأي تهديد إرهابي