وصفت شركة أبل تقنية 3D Touch التي اضافتها الى هواتفها في سبتمبر الماضي، أنها تقنية ثورية للهواتف الذكية بخاصية اللمس في الشاشة، كما أشارت الى تميز هذه التقنية التي أطلقتها الشركة في هواتف iPhone 6S وإمكانية الاستفادة منها أكثر عند تطوير التطبيقات لها.
تعد تقنية 3D Touch التي قدمتها شركة أبل Apple في هاتف iPhone 6S، تقنية رائدة بالفعل من الناحية النظرية، لكن تحقيق الاستفادة القصوى من هذه التقنية مرهون بتطوير التطبيقات لتدعم هذه التقنية بشكل فعال، فلن تكون تقنية استشعار حساسية الضغط على الشاشة ذات قيمة الا إذا استطاع المطورين اظهارها في النهاية.
أحد الأسباب التي قد تخفض من قيمة تقنية 3D Touch في هواتف الأيفون، هي اختصارات الشاشة الرئيسية، فاذا كانت شاشة الهاتف تحتوي على الكثير من الاختصارات للوصول السريع الى مهام الهاتف، فلن تكون خاصية حساسية اللمس ذات أهمية للمستخدم.
منذ الاطلاق الأول لهذه التقنية خرجت الكثير من الأفكار التي يمكن للمطورين استخدامها للاستفادة من تقنية 3D Touch، وكيفية تنفيذ هذه الأفكار في التطبيقات، الا أنه الى الآن لم يستخدم أكبر مطوري التطبيقات أكثر من النقر على الاختصارات باستخدام هذه التقنية لإظهار وظائف أكثر في هذه التطبيقات تظهر في منافذ تفتح عند الضغط بقوة على الأيقونة الخاصة بالتطبيق.
على الرغم من دعم الكثير من التطبيقات المتعارف عليها لخاصية 3D Touch، الا أن هذه التطبيقات لم تقدم أفكار جديدة لهذه التقنية، حيث اضافت كلا من الفيس بوك، سناب شات، الأمازون فيديو، محرك بحث جوجل، وان نوت وبعض التطبيقات الأخرى، حيث لا تظهر هذه التقنية بشكل كبير في هذه التطبيقات.
لا نتوقع أن تغير هذه الشركات منتجاتها بشكل كامل لدعم هذه التقنية، حيث لا تعد هذه الخاصية ذات أهمية لقطاع كبير من مستخدمي التطبيقات، فهي ذات أهمية كبيرة فقط لمستخدمي الأيفون iPhone 6S، أيضا مازالت الكثير من التطبيقات الى الأن لم تقدم الدعم لهذه التقنية نهائيا.
وقد اختارت أشهر التطبيقات وظيفتين رئيسيتين لهذه التقنية، الأولى هي peek وهي نظرة خاطفة في التطبيقات لا تتطلب أكثر من نقرة بسيطة على أيقونة التطبيق، لتظهر صور على سبيل المثال أو موقع ما أو محتوى في التطبيق، أما الوظيفة الثانية فهي pop-up، وهي وظيفة تظهر نافذة تخرج من أيقونة التطبيق عند الضغط بشكل اقوى على الأيقونة، حيث تتوافق الوظيفتين مع فكرة عمل الأيفون لتظهر المحتوى في نوافذ فرعية في الشاشة الرئيسية للهاتف.
وقد اضافت بعض التطبيقات الأكثر شعبية هذه التقنية عند الاطلاق الأول لها ومنها تطبيق الانستقرام Instagram وتطبيق الدروب بوكس Dropbox الى جانب تطبيق Pinterest، كما اضافتها بعض التطبيقات لاحقا ومن هذه التطبيقات:
سكايب Skype، حيث يمكن من خلال هذه التقنية فتح دردشة الحالية أو أحدث محادثات الفيديو بنظرة سريعة peek في الشاشة الرئيسية، كما تتيح لك هذه التقنية فتح الخرائط لإظهار الموقع داخل الرسائل، أو الصور أو المحتوى أيضا، كما يمكن اظهار روابط الأنترنت داخل الرسائل، أو التمرير لإظهار مهام واختيارات أكثر.
واتس اب WhatsApp، ويتيح استخدام تقنية حساسية الضغط بالنظرة السريعة الى الصور، الفيديو، الروابط، جهات الاتصال، الموقع أثناء اجراء المحادثات في التطبيق.
Evernote يتيح لك أيضا اظهار الملاحظات الحالية والروابط والموقع داخل هذه الملاحظات، الا أنه لا يظهر كل الملاحظات بهذه الخاصية.
لكن خاصية النظرة السريعة peek المستخدمة في هذه التطبيقات، قد لا تكون ذات دعم كبير في التطبيقات الأخرى التي تحتاج الى اظهار المحتوى بشكل كامل، فالنظرة السريعة مثلا لن تخدم إعلانات الفيس بوك، كما أنها لن تدعم التعليقات على شبكة الفيس بوك الاجتماعية، لهذا فهي خاصية ستقلل من المشاركات في النهاية مما يجعلها خاصية ذات تأثير سيء على الشبكة الاجتماعية.
لكن هل يمكن لتقنية حساسية الضغط أن تقدم الدعم أكثر في بعض التطبيقات؟
هناك بعض التطبيقات التي استطاعت أن تجد الدعم المناسب لهذه التقنية بحساسية الضغط أو النظرة السريعة مثلا في التطبيقات، ومنها تطبيق Pixelmator وهو أحد تطبيقات الرسم التي يمكن للمستخدم فيها أن يحقق الاستفادة الكاملة من حساسية الضغط عن طريق اختيار سمك الخطوط المطلوبة في الرسم، ما بين الخطوط الرفيعة أو السميكة.
هناك أيضا تطبيق Fantastical الذي يتيح استخدام النظرة السريعة في اظهر الأحداث والتنبيهات، أيضا يمكن الاستفادة من هذه التقنية في تطبيق OpenTable لإظهار مواقع المطاعم أو محتوى أكثر عن هذه المطاعم.
يمكنك أيضا أن تستخدم هذه التقنية في تطبيق فليكر Flickr لإلقاء نظرة سريعة على الصور، أو استخدام تقنية حساسية الضغط لتدوير الصور في أكثر من جهة، الا أن هذه الخاصية لا تستخدم بشكل كامل في ملفات المستخدمين.
في النهاية فان تقنية حساسية اللمس 3D Touch مازالت تحتاج بعد ثلاثة أشهر من اطلاقها الى مزيد من الدعم من المطورين، لإبراز مهام أكثر لهذه التقنية على هواتف الأيفون لتحقيق الاستفادة الكاملة منها لتكون تقنية ثورية بالفعل كما أشارات اليها أبل عند الاطلاق الأول لها.