Feat

Searching...

المقامة الأميرية - بقلم البشير بوكثير

مايو 27, 2013
المقامة الأميرية  بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي.
إهداء: بمناسبة مرور 130 سنة على وفاة فارس السّيف والقلم "الأمير عبد القادر الجزائري "، أهدي هذه المقامة التي كتبتها منذ عام ...عرفانا لمآثره وتضحياته في سبيل الدّين والوطن .
الأمير عبد القادر الجزائري

- حدّثنا التاريخ يا سادة يا كرام - ولا يحلو الكلام إلاّ بالصلاة والسلام على سيد الأنام- فقال:
هي شجرة الدّردار ، تروي ذكرى فتى مغوار ، لا يشق ّ له في البيان والسّنان غبار ، اسمه عبد القادر بن محي الدين ، فارس السيف واليراع النحرير ، والسّياسيّ المحنّك الخبير ، الذي أجمع المتمرّسُ كما الغرير ، على أنّه منارة من منارات التنوير ، في زمن الإبادة والتدمير ، لمن رفعوا زورا شعار الحضارة والتنوير..
هو الصوفيّ في صومعة الواصلين العارفين. ألم يكن بجوار ابن العربيّ دفين ؟
وهو الفارس في الفلاة والضرغام في العرين. هو الشاعر الفنّان ، على مرافىء القوافي والأوزان ، كما كان الحسام المهنّد اليمان ،في الوغى أقضّ مضجع "بيجو "و "ديبرمان" ، وهذه التّافنة ناطقة بأفصح لسان ، على مدار سبع عشرة سنة لم يغمض للدخيل مقل ولا أجفان .
هوصاحب "المقراض الحاد" ، والسّنون الشّداد ، و السّمّ الزّعاف و النار على الأوغاد .
هو باني الدولة الجزائرية الحديثة ، بالتخطيط والجهود الحثيثة .
يا سادة يا كرام :
لم يفُتّ في عضده تخلّي الإخوان ، وتآمر الخلاّن ، وكيد العدوان ، ولم يستسلم استسلام الرعديد الجبان ، كما يزعم كلّ حاقد ذو شنآن .
ضاق مرارة النّفي والسّجون ، ورأى بأمّ عينيه المنون ، فما لان ولا استكان.
حنّت إليه ربى الشام ، وأرخت له الزّمام ، فسكن دمشق الفيحاء ، وتنسّم نسيم حلب الشّهباء ، وتضوّع أريج الغوطة الغنّاء .
أطفأ سعير فتنة عارمة ، بحكمة سديدة حاسمة ...
وأدرك البشير الصباح ، فسكت عن الكلام المباح