بـوركتــي يـا غــزة .. كشفتي عيـوبنـا
أغاني، كليبات، وقفات احتجاجية، تنديد، تغيير صور بروفيلات والقاء اللوم هذا أقصى ما يستطيع فعله العرب و المسلمين عندما يهاجم العدو أراضيهم كما يفعل اليوم حثالة البشر الصهاينة بإخواننا الفلسطينيين في غزة.
جميعنا نعرف جبن الحكام العرب وتجاهلهم للجرائم التي يقوم بها العدو الصهيوني في الأراضي المحتلة لكن موقف الشعوب العربية ليس بالذي يسمح لها بالتظاهر على أنها بطلة وتعشق الجهاد في فلسطين وغيرها لنصرة الاسلام . . .فمن لا يؤدي الصلاة في وقتها لا يستطيع الجهاد في غزة ، ومن يرفع صوته على والديه لا يستطيع نصرة الحق في غزة ، ومن لا يساعد جاره لا يستطيع مساعدة أهل غزة ، ومن يتحرش ببنات بلده لا يستطيع الدفاع عن شرف غزة، ومن يترك سرواله يسقط لا يستطيع رفع راية الحق في غزة ، ومن يتعدى حدود الله لا يستطيع حماية حدود فلسطين وغزة . . فجهاد النفس أولى من جهاد العدو يا عرب ويا مسلمين. .
في نفس السياق نجد من يطالبون بتدخل جيوشهم لإنقاذ غزة من العدوان متناسين كيف كانوا سببا في تدمير هذه الجيوش بسقوطهم في فخ الفتنة والثورات العربية التي دمرت الدول و مؤسساتها بما في ذلك المؤسسات العسكرية والمخابراتية حتى اصبحنا نشاهد ليبيا و عراق و افغنستان من العصر الحجري نظرا للفوضى والدماء التي تراق هناك . .الجيوش العربية و الاسلامية الأن في حرب داخلية لا تقوى حتى على حماية حدودها الخارجية بسبب غباء ولاوعي الشعوب العربية الجاهلة المنبهرة بالتكنولوجيات الحديثة وبالوهم الفكري الغربي الذي يصدر اليها عبر وسائل اعلامية والتي هي بدورها خاضعة لمنظومة عالمية تسعى للسيطرة على العالم بشكل كلي . . اليوم أرواح المسلمين تسقط في كل مكان ليس فقط في غزة بل وفي سوريا،ليبيا،مصر ،العراق،الجزائر،لبنان،الصومال وووو وحتى في بورما،افريقيا الوسطى، نيجيريا ومالي الذين لا نعاملهم على أنهم مسلمين فقط لأنهم ليسوا عربا مثلنا . . هذا ما أوصلنا اليه غبائنا نحن الشعوب التي تثور من أجل السكن، العمل،لقمة العيش،كرة القدم ولا نثور ضد انفسنا لنغيرها فنغير بها غيرنا . . الله تعالى عادل ولن ينصر الخير والحق في الأرض حتى يعم ذلك فعلا فيها ، ولن يحدث ذلك حتى يعم هذا الخير والحق داخل أنفسنا . . أما غير ذلك فلن ننتظر غير بلاء ما فوقه بلاء . . وبسوء أنفسنا وبعدها عن المولى عزوجل لن تتحرر لا فلسطين ولا غيرها بل سيتواصل تقسم وتفكك دولنا لتعوضها دول ارهابية تتظاهر بالاسلام وتطبق أوامر الأعداء مثل "داعش" التي تدعي بناء خلافة اسلامية في مشارق الارض ومغاربها وما هي الا مشروع أولي لبناء دولة اليهود الكبرى في انتظار أن يحسم الكيان الصهيوني مسألة احتلال فلسطين كليا وبناء الهيكل في القدس . . و حينها سنقول هنيئا لنا نحن المسلمون النوم في ذنوبنا و غبائنا والبعد عن ديننا
في الأخير نقول أنه من السهل مهاجمة حكامنا و جيوشنا وووو لكن من الصعب محاسبة أنفسنا لأن العيب فينا أكبر وأعمق مما نتصوره وبالتالي يمكن الجزم أن أهل غزة ليسوا بحاجة الينا بقدر ما نحن بحاجة لأن نكون مثلهم فهم خاتمتهم شهادة ونحنا حياتنا ندامة . .ربي يصلح أحوالنا و أحوال جميع المسلمين .