في جنوبنا الجزائري
حظ الجنوب الجزائري ليس مثل حظ الشارقة التي انبهر بها بوتفليقة مع أن ما يحوز عليه جنوبنا و جنوبهم ليس واحدا !!
في جنوبنا مياه جوفية تمتد من بشار إلى بسكرة مرورا بالأغواط وصولا إلى أقصى الجنوب برقان و عين صالح و إن أمناس .
في جنوبنا مياه جوفيه تصل إلى تونس و ليبيا بمقدار 31 مليار متر مكعب ، ثلثي هذه المياه يوجد في الجزائر في شمال الصحراء بل يقول الخبراء أنه باستهلاك سنوي قدره 10 مليار متر مكعب بالإمكان تغطية احتياجاتنا المائية لأزيد من 2000 سنة !!
في جنوبنا يقول الخبراء أيضا ( واحات طاقاوية ) لأننا نحوز على بلد هو الأكثر ( إشراقا) في العالم ( 3000-5000 ساعة من الشمس مقابل 1500 ساعة شمس في باريس ) !! و أنه باستغلال 30 كلم مربع من مساحته المقدرة بـ 1.5 مليون كلم مربع ألواحا شمسية بإمكاننا تلبية الاستهلاك المحلي للكهرباء !!
في جنوبنا .. جنّات و واحات و حظائر و تراث ثقافي و فني مادي و غير مادي نخفق في استثماره و لا نحوّله إلى جنّات من مثل تلك التي ينبهر بها الرئيس بوتفليقة لكن نعجز عن ( صنع ) مثلها في بلادنا رغم ما ( نجنيه ) من هذا الجنوب الغني بالبترول و الغاز !!
كيف لبلد يحوز جنوبه على حظيرة مثل الطاسيلي و جانت ( إليزي ) و الهقار ( تمنراست ) و الساورة ( بشار ) بقصورها ( القنادسة و تاغثيت ) تيميمون و القورارة و وادي ميزاب يخفق في الاستفادة من هذه المزايا بجعل جنوبنا جنة سياحية أو قطبا زراعيا و تنمويا يكون بديلا عن المحروقات و لا يهتدي إلاّ لحلّ ( ينسف ) ما يتربع عليه هذا الجنوب ، و هو استغلال الغاز الصخري ؟!
السياحة في الجنوب لدى جيراننا صناعة مولّدة للثروة .. جيراننا ، و ليست ( الشارقة ) البعدية جدا عنا ّ ، استفادوا من مزايا جنوبهم و هم لا يحوزون على.نفس ما تحوز الصحراء الجزائرية.. لكنهم متقدمون فيما جنوبنا ما يزال تحت خط ( الفقر السياحي ) !!
لقد تحول الجنوب الكبير في عهد الرئيس بوتفليقة إلى وجهة خطيرة ، صنفها ( الاصدقاء ) ، فرنسا تحديدا ، على أنها أخطر من شمال مالي و النيجر و موريتانيا !
فرنسا التي لم تتمكن بالأمس من اجتثاث الصحراء من جسد الجزائر الأم .. تعود من ( النافذة ) اليوم لتستفرد بالصحراء عبر استغلال الغاز الصخري ، السلطة ( تهب ) الصحراء لورثة الذين مارسوا فيما مضى الترهيب النووي في رقان بطريقة ( الأمر العسكري الواجب التنفيذ ) فلوّثوا البيئة و هتكوا صحة الناس و هم اليوم يهِبٌون الجزائريين المنسيين في الصحراء سموما في مياههم الجوفية بمباركة سياسية و عسكرية جزائرية .
الجنوب مصدر قوتنا ، و ريعه البترولي الذي لا يصل جيوب كل الجزائريين ، يأكله الفساد ، وسكان الجنوب يعلمون هذه الحقيقة منذ استقلال البلاد إلى الآن و هي ان ثروات الجزائر و خيراتها تأتي من عندهم ، من جنوبهم الذي يؤّمن 98 % من العائدات بالعملة الصعبة ، و أنه بلا البترول و الغاز الذي يخرج من تحت أقدامهم ، لن تختلف الجزائر عن دول الجوار في الساحل الذين يعيشون على المساعدات الإنسانية الدولية ..