"" وَهْمًا لِغيري تنتمي ""
يَا أيُّها الحرفُ المُبرعِمُ في دمي
وَهْمًا لِغيري تنتمي
مِنِّي انبَجَستَ كماءِ زمزمَ في الشِّعابْ
ثم انبَعثتَ على فمي
نَغَمًا يُعتِّق خمْرتي
ينسابُ في نشواتهِ
مدَدُ المدى
ويذوبُ في شَطحاتهِ
بَرَدُ الصَّدى
رغم العِدى
ومواجعِ التِّيهِ المُتيَّهِ في السَّرابْ
يا أيُّها الحرفُ المُبرعِم في دمي
وَهْمًا لِغيري تنتمي
هيهاتَ تُذويك الأيادي الجانيهْ
هيهات تَقصفُك الرّياحُ العاتيهْ
فحبيبُك المجروحُ
مدَّ إلى مرافئك اليدَا
ونداؤه المبحوحُ
ضلَّ وما اهتدى
وعيونُه السَّكرَى
تُشيِّع سُفْنَهُ الحَيرَى
على شفقِ الحنين يَردُّها غسقُ العُبابْ
لكنَّه لم يفقدِ الأملَ المعجِّلَ بالإيابْ
يا أيُّها الحرفُ المُبرعِمُ في دمي
وَهْمًا لغيري تنتمي
هيَّا انْتعِشْ
في نبْض قلبي المرتعشْ
في نغمةِ النَّايِ الشَّجيَّةِ تَشرئِبُّ مع الأفُقْ
في سحرِ أطيافِ الأصيلِ المُتّسِقْ
وامدُدْ فروعًا سامِقاتْ
عَانقْ شُعاعَ الفجرِ..قد طالَ السُّباتْ
وكَما الرَّبيعْ
أيقِظْ بُذورَ الخيرِ والحُبِّ الوديعْ
في الأنفسِ العطشى إلى ألق الحياةْ
هندل الصالح " 10/01/2012 "