من وحي السمر
هذِّبِ الأوتـــارَ واعزفْ ** نَغمًا يَصفُو ويَرهفْ
فترانا كالثَّمـــــــــــــــــــــــــــــالَى ** طربًا نشدُو ونهتِفْ
في خيـــالاتٍ عَــــذَارَى ** نَمتطيهـــــــا ونُرفـرفْ
نحوَ كونٍ مِن رُؤانــــا ** خالصٍ غيرِ مُزيَّفْ
فكأنَّا في جِـــنــــــــــــــــــــانٍ ** دائمِ الأُنسِ مُهفهَفْ
يا رخيمَ الصَّوتِ غنِّ ** واحْفظِ الأشعارَ مِنِّي
ترجِمِ الأشــــــــواقَ لحـنًا ** عبقـــــــــــريًّا وَارْوِ عنِّـي
فالهـوى مُرهِفُ حِسِّي ** والجَمــــــــــــالُ الفَذُّ فـنِّـي
والفُكاهــــــــــــاتُ قـداحٌ ** نتعاطاها لحُـــــــــــــــــــــــــزنِ
فامْلإ المَـــــــــوَّال آهًــا ** فصدى الآهاتِ يُغــــــني
يا نَدَامــــــــــــــــــــايَ إليَّــــا ** نَطوِهــــــذا الليلَ طـيَّــــــا
نتغنَّى بمـــــــــــــــــــــــــــــواويـ ** ــــلَ تردُّ المَيْتَ حــيَّـــــــــا
وبأشعـــــــــــــــــــارٍ نَشَـاوَى ** تُطرب الصَّخرَ القَســـــيَّا
عَذُبتْ وزنًـــــا، ورَقَّـتْ ** في قوافــيهــــــــــــا رِويَّـــــــــــــا
فهي أشهى من نَسيبٍ ** قد شكا دعْــــــــــــدًا ومَــيَّا
لحظاتُ العُمـــــرِ تَفنى ** مع أنفاسِ الصُّــــــــــــدُورْ
وزُلالُ الفـنِّ يبـــــــــــــــــــقى ** ذِكرياتٍ لا تَــحُـــــــــــورْ
فدعِ الأنغامَ تَسْــــــــــري ** في قَراراتِ الشُّـعـــــــورْ
رُبَّما تَحيا نُفــــــــــــــوسٌ ** مُوحِشـــــــاتٌ كالقــبـــــــــــــــورْ
رُبَّما تَيْـنعُ فيــــــــــــــــــــها ** بعدَ أشـــــــــواكٍ زُهـــــــــــــــــــورْ
رنَّةُ الأوتــــــــارِ خفْـقٌ ** في دمِ الأنفُسِ يَهــــــــــــــــــفُو
وهُتـــافُ الشِّعر بَرقٌ ** في دُجى الأعمارِ يَصفُو
فاحضُنِ الحِبَّ وفيًّـا ** وَاسلُ عـنهُ حينَ يَجْــــــــــــفُو
واحذَرِ الدَّهْرَ رقيـــــبًا ** واحْظَ منهُ حينَ يَغـــــــــــــــفُـو
إنَّما الدُّنـيـــــــــــــا شَبابٌ ** ليسَ تَدري كيفَ يَعــــــــــفُو
هندل الصالح { ماي 1983 }